responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 68
عليه ولا يفتر بسبب هؤلاء المستهزئين فقد كفاه الله شرهم ووجودهم فقد أهلكهم الله تعالى.

ولذلك: فان الآية ترسم للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم منهاج التبليغ في مكة وكيفية التعامل مع المشركين من خلال نهجين:

النهج الأول: هو الصدع، «والصدع في الزجاج وفي الحائط: أن تبين بعض الشيء عن بعض»([158]). وهو التفريق لقوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) ([159]). أي: يتفرقون([160]).

ويراد به الانتقال بالدعوة إلى التوحيد من مكة إلى المدن الأخرى وتفريق هذا الأمر وإظهاره خارج مكة، بمعنى توسيع دائرة التبليغ على مساحة جغرافية واسعة وهو ما أراده النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله لأبي ذر رضي الله عنه «حتى يأتيك أمرنا»، فهذا مراد الصدع، أما حاله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة فلم يكن مستتراً بدليل صلاته في الحرم مع علي وخديجة عليهما السلام في اليوم الثاني من مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم وهذا أولاً.

ثانياً: تسفيهه صلى الله عليه وآله وسلم أحلام قريش.

ثالثاً: لوجود المستهزئين، وهذه الأدلة قد بيّنّاها مفصلاً.

أما النهج الثاني الذي جاء به الوحي فهو الإعراض عن المشركين، أي: ترك تسفيه أحلامهم وتعييب عقولهم. وقريب من هذا المعنى قال بعض المفسرين في بيانهم لمراد الآية:

1 ــ «لا تخاصمهم إلى أن تؤمر بقتالهم».

2 ــ «معناه لا تلتفت إليهم، ولا تخف منهم».

3 ــ «أعرض عن مجادلتهم إذا آذوك»([161]).


[158] مجمع البيان للطبرسي: ج 1، ص 132.

[159] سورة الروم، الآية: 43.

[160] لسان العرب لابن منظور: ج 8، ص 194، فصل الصاد المهملة.

[161] مجمع البيان للطبرسي: ج 6، ص 131.

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست