responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 63
نزول هذه الآية وان الأمر بلغ حد المواجهة والتهديد بالقتل فأي سرية والأمر بلغ هذا المبلغ.

وقد روى ابن إسحاق خبر المستهزئين وقصة هلاكهم في سيرته عن عروة بن الزبير، دالاً إلى أن الأمر بلغ غاية في الشدة؛ فلقد تمادوا في الشر وأكثروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاستهزاء فأنزل الله تعالى عليه (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) ([152]).

إذن: فسير الدعوة النبوية في سنينها الأولى لم يكن سرياً، وإنما كان محصوراً بمكة، وإن المراد من التكتم هو عدم إظهار أمر النبوة خارج مكة، بمعنى ان تحرك النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان محصوراً بمكة يدعو إلى الإيمان به من الناس من يجد فيه الخير والاستجابة وهم خديجة، وعلي، وأبو طالب الذي جاء بولده جعفر في اليوم التالي لإسلامه فقال له حينما رأى النبي وعلياً وخديجة يصلون «صل جناح ابن عمك»([153])، فوقف عن يسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وعلي عن يمينه وخديجة خلفهما حتى أذن الله تعالى بمجيء أبي ذر الغفاري إلى مكة يستعلم حال الخبر الذي وصل إليه من بعث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فيها ليكون رابع من أسلم حسبما نصت عليه المصادر. وليكون إسلامه رضوان الله تعالى عليه أحد الأدلة على انتفاء نظرية سرية الدعوة ــ كما سيأتي ــ.

في حين ان مجيء أبو طالب في اليوم التالي من بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بولده جعفر الطيار وقوله «صل جناح ابن عمك» فوقف يصلي عن يسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليدل على ان


[152] السيرة النبوية، ابن هشام الحميري:ج3، ص277؛ جامع البيان، ابن جرير الطبري: ج14، ص94؛ سير أعلام النبلاء، الذهبي: ج5، ص17؛ تخريج الأحاديث والآثار، للزيلعي: ج2، ص219.

[153] الأمالي، الشيخ الصدوق: ص598؛ وسائل الشيعة، الحر العاملي: ج8، ص388؛ شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني: ج2، ص333؛ تفسير الآلوسي: ج3، ص183؛ أسد الغابة، ابن الأثير: ج1، ص287؛ كتاب العثمانية للحافظ: ص315؛ السيرة الحلبية: ج1، ص433.

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست