responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 90
أطعتُ معاوية ما عذَّبني أبداً([105]).

لقد أجاد معاوية سياسة (فرَّق تسد)، فلمَّا أحسَّ أنَّ رجالات المدينة يمتنعون من بيعة يزيد، راسلهم أوّلاً ثمّ ذهب إليهم نفسه، في عام خمسين للهجرة، مستعملاً سياسة المخادعة عازفاً على أوتار النفوس ومكامن الأهواء، عالماً أنَّ الأمّة التي أسلمت علياً والحسن لن تجتمع كلمتها خلف الحسين عليه السلام، ومن ثَمَّ فإنَّ المطلوب هو كسب الوقت وتفتيت المعارضة وضرب الناس بعضهم ببعض حتَّى يصل الملك إلى يزيد غنيمة باردة.

نهج الثورة الحسينية

ما أحوج الأمّة، وسط هذا الظلام الأموي وهذه الفتنة العمياء إلى موقف حسيني يبدّد الظلمات، موقف حسيني لا يتحدَّث عن الحقّ وإنَّما يفعله، ولا يفعله فعلاً يراه بعض الناس ويغفل عنه بعضهم الآخر، وإنَّما يفعله فعلاً يبقى مسطوراً ومحفوراً في عمق الأرض وفي عمق الوجدان البشري. ما أحوج الأمّة الإسلاميّة والبشرية كلّها إلى هذا النور المتوهّج لتبقى شمس الحسين تهدي الحائرين وتدلّ السائلين على الحدود الفاصلة بين الحقّ والباطل، بين مرضاة الله وسخطه.

هكذا كانت ثورة الحسين. لم تكن حالة انفعالية نشأت عن حالة الحصار التي تعرَّض لها أبو عبد الله الحسين ولا كانت حركة إلى المجهول أملتها أجواء رسائل البيعة المشكوك في صدقها، منذ البدء كانت فعلاً مدروساً وخططاً منذ لحظة ولادته وبدأت خطوات تنفيذها في اللحظة التي


[105] تاريخ الطبري 4: 217.

نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست