responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 190
أميّة من هذه الجريمة النكراء!

وقد قيَّض الله تعالى لي مجموعة من الكتب التي فنَّدت هذا الادّعاء بشكل تامّ، وفهمت منها ومن بعض المحاورات التي كانت تدور بيني وبين الآخرين، أنَّه لم يكن في الجيوش الزاحفة لحرب الإمام الحسين عليه السلام شيعي واحد!).

فإنَّ الكوفة قد خلت تقريباً - في هذه المدّة - من الشيعة، حيث تعرَّضوا لحملات الإبادة والتنكيل والتهجير، فكان شيعة أهل البيت عليهم السلام في الكوفة أكثر الناس بلاءً وأشدّهم محنةً، كما قال ابن أبي الحديد: «فلم يكن البلاء أشدّ ولا أكثر منه بالعراق، ولاسيّما بالكوفة، حتَّى أنَّ الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته فيلقي إليه سرّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدّثه حتَّى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمنّ عليه... فلم يزل الأمر كذلك حتَّى مات الحسن بن علي عليه السلام، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبقَ أحد من هذا القبيل إلاَّ وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض»([153])، بل تعدّى الأمر حتَّى كتب معاوية إلى عمّاله نسخة واحدة: (أنظروا من قامت عليه البيّنة أنَّه يحبّ علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه)، وشفَّع بذلك بنسخة أخرى: (من اتَّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكّلوا به واهدموا داره)([154]).

ويصف الإمام محمّد الباقر عليه السلام ذلك الوقت قائلاً:

«... فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة، وكلّ من يذكر بحبّنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت


[153] شرح نهج البلاغة 11: 45 و46.

[154] شرح نهج البلاغة 11: 45 و46.

نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست