نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 191
داره، ثمّ لم يزل
البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام...»([155]).
وبهذه السياسة خلت الكوفة من الشيعة تقريباً، خصوصاً
بعد حملات التهجير والنفي التي شنت على أتباع أهل البيت عليهم السلام أيّام زياد
ابن أبيه، حيث أبعد خمسين ألفاً منهم إلى خراسان! والكوفة كانت شيعية النزعة أيّام
خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ولكنَّها تغيَّرت بعد ذلك فقلَّ عددهم
فيها.
وقد أكَّد القوم الزاحفون لحرب الحسين عليه السلام
أنَّهم ليسوا من الشيعة، بل هم عثمانيون! عندما قالوا: (ليعطش كما عطش من كان
قبله) إشارة إلى عثمان عندما حاصره الثوّار في بيته، وأثبتوا ذلك أيضاً عندما
سألهم سيّد الشهداء عليه السلام بقوله:
«ويلكم!
أتطلبوني بدم أحد منكم قتلته، أو بمال استملكته، أو بقصاص من جراحات استهلكته؟»([156]).
فقالوا: (نقتلك بغضاً منّا لأبيك!)([157])،
ولا يوجد شيعي واحد يبغض الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فأين هؤلاء من التشيّع؟!
ثمّ إنَّ الإمام الحسين عليه السلام قد حدَّد انتماءهم
بقوله: «يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا
أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون»([158])،
فهل بعد كلّ هذا يقول أحد: إنَّ الشيعة هم قتلة الإمام الحسين عليه السلام؟!