نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 98
وعليه:
كانت حركة إبراهيم وإسماعيل عليهما
السلام تتجه إلى تثبيت قواعد البيت وتطهيره وتهيئته للعاكفين والراكعين، والمناداة
بالناس لحج البيت من استطاع إليه سبيلاً.
ولأن
المشرّع واحد سبحانه لا شريك له، فقد جاء النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
لأداء تلك الوظيفة التي كلف بها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في تطهير البيت
الحرام من رموز الشرك الوثني والطاغوتي.
فأما
الوثني فكان تطهير الكعبة المشرفة من الأصنام والأوثان التي وضعت فوقها وفي
داخلها، ومن حولها، واما الطاغوتي فهو تطهير العقول من عبادة الجبت والطاغوت وهو
أهم من الأول لقوله سبحانه:
والملاحظ في عملية التطهير التي قام بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
وسلم بشقيها الوثني والطاغوتي هو استعانته بعلي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام
متبعاً في ذلك حركة أبيه إبراهيم عليه السلام حينما انتدب ولده إسماعيل لهذه
العملية فقد اختارهما الله تعالى في عملية البناء والتطهير ودعوة الناس إلى البيت
الحرام.
وكذا كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد انتدب لهذه الحركة النبوية في مجالاتها
الثلاثة «البناء والتطهير، والدعوة» أخاه علي بن ابي طالب عليه السلام.
والملاحظ
أيضاً:
أن إبراهيم
عليه السلام قَدَّم لإتمام البناء ومن ثم التطهير، ولده إسماعيل فداءً للتوحيد
الذي جعل البيت الحرام رمزاً من رموز إقامته في الأرض، ودليلاً يستدل به الناس على
وجود دين التوحيد، دين إبراهيم الخليل عليه السلام.
وكذا كان
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فقد قَدَّم لإقامة
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 98