قال
الكلبي: وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله، وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة
ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له، ولم يكن أحد أشد إعظاما
له من الأوس والخزرج.
وكان منصوباً على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد، بين
المدينة ومكة، ولقد كانت العرب تسمى (عبد مناة، وزيد مناة).
وكانت
الأوس والخزرج ومن يأخذ بأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها، ــ حينها ــ يحجون فيقفون
مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رؤوسهم، فإذا نفروا أتوه فحلقوا رؤوسهم عنده
وأقاموا عنده لا يرون حجهم تماماً إلا بذلك([171]).
ولقد عظمته
كذلك (الأزد وغسان، وكانوا يحجون إليه، ورمزت له صخرة في هذيل)([172])، ولاهتمامهم بمناة واعتقادهم بأنه يمثل رمز
القوة والاستنصار فقد كان العرب (يحملون مناة في حروبهم بدلاً من الراية، وفي هذا
يقول الكميت بن زيد: