نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 71
المجاورون للشام والعراق يعبدونها عند ظهورها، وكانوا
يسمونها إذ ذاك العزى)([155]).
خامساً:
رمزية الشجرة والحيوان في الوثنية لدى العرب
لقد لعبت الطبيعة دوراً مهماً في معتقدات الإنسان لاسيما تلك العناصر التي
كانت على تلازم مع حياة الإنسان، بل: شكلت أحد مكوناته الحياتية التي يتعذر عليه
العيش بدونها ولذا: نراه قد عمل على عبادتها ظناً منه أنه بهذا العمل يستطيع
المحافظة على وجودها ودوام عطائها الذي بات يشكل له دوام حياته واستمرار عيشه.
ولقد اتخذت الشجرة دورها المتميز في الميثولوجيا
العالمية ففي وادي الرافدين كانت النخلة لها دورها في المعتقدات البابلية وأن
ثمارها خير ما يقدم لنيل رضا الآلهة.
أما شجرة
التين فلها حظها الأوفى عند البوذيين فهي التي استنار تحتها بوذا([156])، ولذا سميت (شجرة العلم، أو الشجرة المقدسة،
وقد احتلت عند البوذيين مكانة سامية فهم يرون في الشجرة المقدسة شيئا يجب أن يسعى
له الناس لا أن يسعى هو للناس، ولهذا زرعوا في كل قصر شعرة واحدة من نوع الشجرة
المقدسة يحج الناس إليها في مناسبات مختلفة)([157]).
ولذلك: لم
يكن غريباً لدى العرب قبل الإسلام الاعتقاد بالشجرة وتحديداً شجرة النخلة فقد (كان
عرب نجران يعبدون نخلة طويلة يأتونها كل سنة في يوم معين، فيعلقون عليها الثياب
والحلي النسائية ويعكفون عليها طيلة يومهم)([158]).
(وكان لأهل
قريش شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط، يأتونها كل سنة فيعلقون عليها أسلحتهم)([159]).
أما عبادة
العرب للحيوان كذاك لم تكن وليدة البيئة الصحراوية، وإنما قد حظيت هذه العبادة في
مثيولوجيا الشعوب بدورها المتميز، فقد عبد
[155] الأساطير والمعتقدات
العربية قبل الإسلام: ص112 و ص114 و ص117.
[156] أسرار الآلهة
والديانات، أ.س.ميغوليفسكي، ترجمة حسّان ميخائيل: ص158.