نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 61
مذهب أدبي فلسفي يعبر عن
التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بواسطة الرمز والإشارة أو التلميح)([135]).
فإن الولادة
الحقيقة لاعتماد (الرمز) الذي يعد مدار الرمزيّة حالياً إنما كان متجذراً لدى الشعوب،
ويحتل مساحة كبيرة من الميثولوجيا لديها.
(وربما
كانت الآداب الهندية أعمق هذه الجذور، لما حملته من نزعات روحية، تدفع الفكر
والإحساس نحو فكر من الحرية الخالصة في التخيل والتسامي، كما تدفع الشعور الديني
نحو غيبة تستريح عندها النفوس من أدران المادة واغلال الواقع، حتى إذا انحسرت عنها
أدران الجسد، حلت في (النرفانا) ــ أي الفناء المطلق في القوة الروحية العظيمة ــ.
ومن المرجح
أن تكون هذه الفلسفة الهندية قد دخلت البلاد الأوربية مع الفلسفة اليونانية
القديمة، وفي مقدمتها فلسفة أفلاطون المثالية التي استلهم (كانت) منها معظم مبادئ
فلسفته)([136]).
من هنا:
ذهب العالم الألماني (غريدريك كروزر) في كتابه (الرمزية والميثولوجية لدى
الشعوب القديمة)، إلى (أن كهنة آسيا القدامى، قد نقلوا معارفهم الدينية العليا إلى
الطبقات الشعبية بطريقة مجازية ــ وقد أضاف هذا الاستنتاج ــ بعداً جديداً
للرمزية، ألا وهو البعد الديني الغارق في القدم المعبر عن شعائر وطقوس اتحدت
إتحادا صميميا في الأساطير، في الوقت الذي لم يكن من السهل فصل الدين من الأسطورة
لدى الشعوب القديمة.
أو يقول
كاسيرر ():
كلما أوغلنا في تقصي محتوى الوعي الديني للوصول إلى بداياته الأولى اتضح لنا من
المحال أن نفصل محتوى العقيدة عن اللغة الأسطورية)([137]).
والسبب في
ذلك يعود إلى أن العقيدة هي من رحم الأسطورة، ولعل الرجوع إلى حضارة وادي الرافدين
والنظر إلى ما قام به السومريون حينما (طوروا خلال الألف الثالثة قبل الميلاد،
وجهات نظر كان لها تأثير هائل لا على معاصريهم من السومريين الأُوَل فحسب، بل على
خلفائهم أيضا من