responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 58
أسره من الحاجة فيكون حراً، لكن هذه الحرية المنشودة اختلفت الرؤى عند الإنسان في الوصول إليها، فمرة من خلال التذلل للسبب الذي أوجد هذه الحاجة، ومرة باسترضاء هذا السبب، ومرة بالتفكر لفهم مناشئ هذا السبب الذي يقف وراء وجود الحاجة، فيسعى في البدء إلى نفي السبب، كي لا يقع أسيراً تحت رحمة الحاجة.

ومن هنا: نشأت رؤى فكرية ومذاهب عقلية اعتمدت آليات عديدة صعبة وشاقة وعسيرة مع النفس لغرض الدخول في فلكها والدوران معها وإن تطلب ذلك الترحل في البلاد كما فعل بوذا (حتى أيقن أن تعذيب النفس والتوبة لا يفضيان إلى الحقيقة)([128]).

في حين وجد البعض: إنّ التخلي عن العوالق والروابط ــ حتى مع أبسط هذه الروابط ــ كاللباس والشراب والنوم والطعام والمسكن، فكيف بالزوجة والولد، والدخول بذلك في حرب لا هوادة لها مع النفس كي ينتصر على الحاجة ما هي إلا قتل للمشاعر والأحاسيس وتعطيل لدورة الحياة وانقراض للجنس البشري.

وحينما نأتي إلى الحضارات القديمة في وادي الرافدين، أو أرض النيل نجد أن الحاجة دفعت بالإنسان إلى التفكير في بداية الخلق.

لتتطور الفكرة حينما واجه العراقيون الطوفان لتنسج معه ميثولوجيا خاصة؛ أسست لبناء عقائدي جديد؛ حتى إذا بدأت دورة من الحياة الجديدة على الأرض بعد هذه المحنة أظهر الإنسان تطوراً في العبادة ترتكز على نوعين من العبادة:

1 ــ عبادة عامة: يقوم الفرد من خلالها ــ بتحقيق غاية الخلق من وجوده بوساطة كاهن، وتذبح له الذبائح، وتتبعها الصلوات وحرق البخور.

2 ــ عبادة خاصة: وهي لدفع المكاره من غير وساطة الكاهن كالدعاء وصلاة التوبة والاستغفار)([129]).

ثم يتطور فكر الحاجة عند السومريين إلى ثلاثة مجالات حياتية:

1 ــ الحاجة إلى الأرواح الطيبة لدفع الأرواح الشريرة، وهي العقيدة


[128]أسرار الآلهة والديانات، تأليف: أ.س. ميغلو ليفسكي: ص158.

[129]جغرافية المعتقدات: ص148.

نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست