1ــ قال تعالى:
(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) ([109]).
وقد روى أحمد في المسند عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيت أشياء كنا نفعلها في الجاهلية، كنا نتطير.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«ذلك شيء تجده في نفسك فلا يصدنك».
قال يا رسول الله: كنا نأتي الكهان، قال صلى الله عليه وآله وسلم:
«فلا تأتٍ الكهان»([110]).
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«الرؤيا على الرجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت فلا تحدثن بها ألا حبيباً أو لبيبا».
(والمراد بالطائر ها هنا الذي يتطير به، ومنه قوله تعالى:
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)([111]).
يريد ما يتطير منه ويخاف وقوعه به من جزاء أعماله السيئة وأوزاره المثقلة، وذلك مأخوذ من زجر الطير على مذاهب العرب، وكانوا يتيمنون بأيمانها ويتشاءمون بأشائمها وعلى ذلك قول الشاعر:
ولقد غدوت وكنت لا
[109] سورة يس، الآيتان: 18و19.
[110] مسند أحمد: ج3، ص443.
[111] سورة الإسراء، الآية: 13.