responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 47
لها من زوجك؟ قالت: من الجن، فيكثر الفساد في الإسلام بذلك([101]).

وقد أوغل الدسوقي المالكي في المسألة ففصل فيها قائلاً:

(ولو رأت امرأة في اليقظة من جنّي ما تراه من إنسي من الوطء واللذة أو رأى الرجل في اليقظة أنه جامع جنّية، قال ابن ناجي: الظاهر أنه لا غسل على الرجل ولا على المرأة.

وقال (ح)([102]): الظاهر أنه لا غسل عليهما ما لم يحصل إنزال أو شك فيه؛ لأن الشك في الإنزال يوجب الغسل كما تقول الحكماء، وأنهم أجسام نارية لهم قوة التشكل؛ ولقول مالك بجواز نكاح الجن وجوب الغسل على كل من الرجل والمرأة وإن لم يحصل إنزال ولا شك فيه، ووافقه على ذلك تلميذه (عج) قال، شيخنا، وهو التحقيق)([103]).

وهذا كله يعزز لدينا الاعتقاد بأن الإنسان العربي لم يكن يتعامل مع الجن والشياطين على الوهم والخوف والذعر، وقد وصل به الحال إلى العلاقة الزوجية، هذه العلاقة التي استمرت لفترات زمنية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وظهور المذاهب الإسلامية وما تبعهم من تلاميذ وفتاوى ما زال المالكية يحتكمون إليها في مذهبهم وتعبدهم الشرعي.

إذن: تبقى هذه العلاقة بين الجن والإنس قائمة إلى يوم القيامة، وإن تفاوتت الرؤى والأفكار والثقافات، ولعل كثيراً من هذه العلاقات هي أنشط وأعمق بكثير مما كانت عليه في السابق؛ إذ أصبح الإنسان لا يهاب الشياطين ولا ترهبه الجنّ لاسيما وهو يشاهد في ليله ونهاره من المشاهد السينمائية وأفلام الإثارة والألعاب الإلكترونية ما يعجز عنه الجنّ في حقائقهم الذاتية.

المحور الرابع: اعتقاد العرب بأن الشياطين ملهمو الشعراء

بقي في هذه العجالة أن نشير إلى نوع آخر من العلاقة فيما بين الجن والإنس قبل الإسلام لنصل في نهاية الدراسة إلى أن العقيدة بالجن والشياطين متلازمة تلازماً وثيقاً بعبادة الأصنام، فما من صنم أو وثن إلا وله شيطان يقبع فيه كانت الكهنة على تواصل معه وهم الوسيلة الوحيدة


[101] الأساطير والمعتقدات العربية: ص93.

[102] هكذا وردت في المصدر ولم أعثر على القائل.

[103] حاشية الدسوقي: ج1، ص128.

نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست