نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 34
خطره عليهم وعجزهم عن مواجهته.
إلا أن هذه المواجهة التي لم يكشف عنها الحارث بن النضر في حينها ــ ولعله
مات قبل أن يتحدث عنها ــ قد أظهرها القرآن الكريم للناس لتدل على عظم الأمر الذي
قام به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وتكشف عن حجم المعاناة والمواجهة
والحرب التي كان يلاقيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتي لم تنتهِ في
زمانه بل حتى بعد مماته ليظهر جلياً في أهل بيته؛ فقد انهالوا عليهم قتلاً وتشريداً
ومصادرة للحقوق والأموال وغير ذلك مما ملئت منه كتب التاريخ والسيرة والحديث
والأدب والتفسير.
ولعل من
الآيات الكريمة التي كشفت جانباً من تلك المواجهة قوله تعالى:
وهذه
الآيات تكشف عن طبيعة التفكير لدى الأعراب وبعض أهل المدينة ومقدرتهم بالتمظهر
بمظهر الدين الجديد وتخطيطهم للكيد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحد
الذي أصبحوا مردة بالنفاق.
وعليه؛
لم يكن
الإنسان العربي بتلك السذاجة التي لا تمكنه من التمييز بوجود الجن والشياطين
ودورهم من خلال الكهنة، أو بدونهم من النفوذ إلى عقلية