نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 166
الفكري، فقام بترويج هذه الصنعة الجديدة في أوساط الرواة
إلى تغيير الوجهة من الإكثار في فضائل عثمان إلى الإكثار في فضائل الصحابة
والشيخين مع اعتماد نمط جديد في إرهاب الثقافة يعتمد على وضع أحاديث مشابهة
للأحاديث التي تتحدث عن فضائل أهل البيت عليهم السلام؛ كي يختلط على الناس الأمر،
ومن ثم فقدان الخصوصية في تميّز أهل البيت عليهم السلام عن بقية الصحابة.
فكتب إلى
الولاة:
(إن الحديث
في عثمان قد كثر وفشا في كل مِصْر، وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا
فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا يتركوا خبرا
يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتون بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب
إلي وأقرّ لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب ولشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله)([391]).
فرويت
أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها، وجدّ الناس في رواية ما يجري
هذا المجرى، حتى أشاروا بذكر ذلك على المنابر، وألقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلموا
صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن، حتى
علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم، فلبثوا بذلك ما شاء الله)([392]).
فضلاً عن
ذلك فقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي، نقلاً عن شيخه أبي جعفر الاسكافي أنه قال:
(إنّ
معاوية وضع قوماً من الصحابة، وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي
عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله،
فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، ومن
التابعين عروة بن الزبير)([393]).
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 166