نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 165
معاوية، بعد موت الحسين عليه السلام قتلت شيعتنا بكل بلدة،
وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكان من ذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب
ماله، أو هدمت داره.
ثم لم يزل
البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام ثم جاء
الحجاج فقتلهم كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو
كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون
ورعا صدوقا يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة، من تفضيل من قد سلف من الولاة، ولم يخلق
الله تعالى شيئا منها ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن
لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع)([389]).
باء: رواية الحديث
بلزوجة الدراهم
ولم يكتف
معاوية بمنع شهادة شيعة أهل البيت عليهم السلام، وفرض حصار اجتماعي عليهم في
الأقطار كافة، وإنما عمد إلى سياسة أخرى ونمط جديد من أنماط إرهاب الثقافة، فقام
بتعميم كتاب إلى الولاة يقول فيه: (أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان وصحبته وأهل
بيته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا إلي
بكل ما يروي رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته.
ففعلوا ذلك
حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء
والجبات والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في
المنازل والدنيا)([390]).
وحينما كثر
الحديث في جميع المدن الإسلامية، وانتشرت بينهم ثقافة التزوير والتحريف، وشاع
استخدامها، وطمع في تحصيلها أصحاب المصالح والنفوس المريضة، عمد معاوية إلى نمط
آخر من الإرهاب
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 165