نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 142
لقد مرّ علينا من خلال البحث أن الصنم (مناة)
وهو صنم أنثى كانت العرب جميعاً تعظمه، إلا أنّ الأوس والخزرج كانوا أشد تعظيما
له، وكان منصوباً على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد، بين المدينة ومكّة.
فلما سار
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة في عام الفتح متجها إلى مكة وبعد
أربع ليال أو خمس من خروجه بعث علياً إليها فهدمها وأخذ ما كان لها.
فأقبل به
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان فيما أخذ سيفان كان الحارث ابن أبي شمر
الغساني ملك غسان أهداهما لها، أحدهما يسمى (مخذما) والآخر (رسوباً)([347]).
وهذا يدل
على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول ما ابتدأ في تكسير الأصنام في عام
الفتح وقبل دخوله مكة بكسر (مناة) وأن الذي تولى هدمها وكسرها هو الإمام علي عليه
السلام.
ثانياً: هدمه لصنم طي (الفلس)
يستفاد من
العرض الذي قدمه الكلبي في كتاب الأصنام حول كسر صنم طي (الفلس) أن النبي الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أمر علياً عليه السلام بهدم (الفلس) قبل الهجرة
وذلك كما يدل لفظه، حيث قال:
(فلم يزل
(الفلس) يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إليه علي بن أبي
طالب فهدمه)([348]).
ولا يخفى
أن الظهور يراد به بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما يراد به (العلو)
والانتشار، والهيمنة، وهذا ما لا يمكن أن يكون إلا من خصائص عام الفتح.
وقد دلّ
عليه قول الراوي:
وكان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بعث عليا فهدمه([349])
سنة تسع وكان معه مائة وخمسون من الأنصار([350]).
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 142