نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 109
القوم في دار الندوة على قتله ــ في
هذه الليلة ـ، وبعثه خلف علي ليخبره بما أمره الله به وبعزم القوم على قتله، وفداء
علي له بنفسه، ثم يأخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليكسر صنم قريش الأعظم
ويعود إلى منزل خديجة ومن ثم يخرج مهاجراً تاركاً خلفه علياً وهو يواجه هذه
الأحداث، إن كل هذا ليدعو إلى التوقف كثيرا لمعرفة أحداث هذه الليلة كما يدعو إلى
محاسبة أولئك الذين عمدوا على طمس جانب مهم من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم والتعتيم على دور الرسالة في الدعوة إلى التوحيد، فضلاً عما شكلته هذه
الحادثة من إظهارها لجانب كبير من شخصية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ودوره
الكبير في قيام هذا الدين، فأي من المسلمين استطاع أن يواجه كل هذه التحديات،
وينجز كل هذه البطولات؟ فعلي عليه السلام كسر صنم قريش هذه الليلة، وفدى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم بنفسه وواجهه وحده أهل الوثنية.
ولذا:
يبدو أن
أولئك الجناة حينما عمدوا إلى إخفاء هذه الحقيقة إنما كان لوجود علي بن أبي طالب
ركناً أساساً في محاربة الوثنية وتكسير الأصنام.
ولذلك:
فقد عمد
أولئك الجناة إلى التعتيم على هذه الحادثة بشتى الصور وهي كالآتي:
1 ــ فمنهم
من عتم عليها كليا كالبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وابن ماجة وغيرهم.
2 ــ ومنهم
من ذكر الحادثة ولكنه عتم على تعيين الليلة وعلى هوية الصنم الذي كسره النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام أي: اكتفى بذكر الحادثة مما جعل صعوبة كبيرة
في تشخيص زمان الحادثة أهو قبل الهجرة أم في عام الفتح؟ أي: اتباع المشهور في أن
عملية تكسير الأصنام إنما كانت محصورة في عام فتح مكة، ومن ثم تم تضييع هذه
الحقيقة المتعلقة بمرحلة زمنية مهمة من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي
مرحلة ما قبل الهجرة.
وهؤلاء
الذين اكتفوا بذكر الحادثة فقط هم:
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 109