responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 19
الموجبة لفشل الخطيب، ونسيان ما حفظه وأعدّه للخطبة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام : بَيانُ الرجل يُنبئ عن قوة جَنانه.

وبالمناسبة، حدّثني أحد أصدقائي العلماء رحمه الله ، قال: حدّثني أُستاذي... قال: لمّا كنتُ طالباً في الحوزة النجفيّة أيّام شبابي، اتّفقتُ مع طالبَين مِن زملائي أن نعقد مجلساً في ليالي الخميس في حجرة المدرسة، للتمرّن على الخطابة، فأعدّ كلّ واحد منّا موضوعاً ليلقيه في المجلس، فلمّا صارت ليلة الخميس صعد أحدنا المنبر، والمستمعون أنا وصاحبي، فكلّما أراد أن يتكلّم لم يستطع؛ إذ سيطرت عليه هيبة المجلس والمنبر، وأُصيب بحالة غير طبيعيّة بحيث لم يستطع أن ينزل من المنبر، فقمنا إليه وأخذنا بيديه وأنزلناه.

قال: فقمت أنا وكنت قد أعددت خطبة للإمام علي عليه السلام حفظتُها جيّداً، فلمّا ارتقيت المنبر نسيت الخطبة من أوّلها إلى آخرها، ولم أتذكّر منها حتى جملة واحدة، فتركت المنبر ونزلت. ثم صعد ثالثنا وكان جريئاً فتحدّث بطلاقة، وصار بعد ذلك من كبار الخطباء.

نستفيد من هذه القصّة أنّ فقدان الجرأة يُسبّب نسيان المعلومات، ومن ثمّ فشل الخطيب في عمله. وأمّا الجرأة فتعطي الخطيب قوّة وإقداماً على أداء خطبته. وأسباب قلّة الجرأة أو فقدانها: الحياء الزائد أو الخجل، أو الخوف من عدم النجاح، أو من هيبة المجلس، أو هيبة بعض الحاضرين، وهذه الأُمور توجب الإخفاق في العمل الخطابي. ويمكن معالجتها باقتحام الموقف وعدم الاكتراث،قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا هِبْتَ أمراً فقع فيه، فإنَّ شدّة توقّيه أعظم مما تخاف منه.

نام کتاب : رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست