responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 20
7ــ العقل والفطنة والذكاء والذوق السليم

تستلزم الخطابة الحسينيّة الحديث عن مواضيع متنوّعة، وأُمور مختلفة: اجتماعيّة، وعقائديّة، وسياسيّة، وتاريخيّة، واقتصاديّة، وتربويّة، وغير ذلك.

والمجالس الحسينيّة يحضرها أصحاب الثقافات العالية، والناس المتوسطون، والناس العاديون، فهذا عالِم، وذاك مثقّف، وهذا متوسط الثقافة، وذاك أُمّي. والمستمعون يختلفون في أهوائهم،وميولهم، ونوازعهم، خصوصاً في زماننا الذي كثرت فيه الاّتجاهات الفكريّة، والعقائديّة، والسياسيّة، والاجتماعيّة.

والخطيب قد يواجه أحياناً ظروفاً صعبة، ومواقف محرجة من السلطة، أو المستمعين، أو أصحاب المجالس، أو غيرهم، فمن الضروري أن يكون الخطيب على درجة من العقل والفطنة والذكاء والوعي، فيتدبّر الأُمور، يتصرّف تصرّف الحكيم الحاذق،فينتخب الموضوع أو البحث المناسب للزمان والمكان، والنافع للمستمعين، والملائم للظروف والأحوال، فيعرف ماذا يقول، وكيف يقول، ومتى يقول.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : كلامُ الرجل ميزانُ عقله.

وقال أيضاً:يُنبئُ عن عقل كلّ امرئ لسانُه، ويدلّ على فضله بَيانه.

Sحُكي أنّ البادية قحطت في أيّام هشام بن عبد الملك الأُموي، فقدمت عليه العرب، فهابوا أن يُكلّموه، وكان فيهم درواس بن حبيب وهو ابن ست عشرة سَنَة، له ذؤابة، وعليه شملتان، فوقعَتْ عليه عين هشام، فقال لحاجبه: ما شاء أحدٌ يَدخُلَ عليّ إلاّ دَخَل حتى الصبيان! فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقاً وقال: يا أمير المؤمنين، إنّ للكلام نشراً

نام کتاب : رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست