وممّا تجدر الإشارة إليه هنا: أنّ الصوت إضافة إلى حُسنه ينبغي له أن يدوم ويستمر مع المحاضرة والخطبة إلى النهاية، إذ ربّما يكون الصوت حَسناً ولكنّه يتقطّع في أواخر الخطبة، أو يُصاب الخطيب بالبهر، أو التوقّف بسبب تعب الأوتار الصوتيّة أو التهابها، أو ضيق التنفّس، أو غير ذلك من الأسباب.

4 ــ حُسن الصورة والمنظر

إنّ الخطيب يواجه المستمعين، وهو محطّ أنظارهم، وعيونهم منشدّة إليه، فإذا كانت فيه عاهةٌ ظاهرة في وجهه، كاعوجاج الفم، أو بروز الأسنان كثيراً، أو جحوظ العينين، فإنّ المستمعين لا يرتاحون إليه.

وكذلك إذا كانت يده أو بعض أصابعه غير طبيعيّة، فعليه أن لا يظهر ذلك العضو أمام المستمعين مهما أمكن، سمعت الأُستاذ الفلسفي يقول:

شكا إليّ بعض الخطباء قلّة التوفيق، وطلب منّي أن يصعد المنبر ويقرأ مجلساً بحضوري حتى أرى نقطة الضعف فيه، قال الشيخ الفلسفي: فقرأ مجلساً ولمّا نزل قلت له: إنّ خُطبتك جيّدة من الناحية العلميّة والفنّية، ولكنّ إصبَعك السبابة طويلة جداً فعندما تؤشّر بها تتداعى للناظرين خيارة طويلة أو ما شابهها، فيقلّ توجههم إليك وينشغل ذهنهم عنك، فحاوِلْ أن تُخفي إصبعك عن المستمعين مهما أمكن عند القراءة.