responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 77
ضاعت الجامعة -على علاّتها - من أيدي المسلمين. يقول (لورنس) مبعوث بريطانيا والمنفذ الحقيقي للسياسة البريطانية في المنطقة «لقد كنت أؤمن بالفكرة العربية أيمانا عميقاً، وكنت واثقاً قبل أن أحضر إلى الحجاز، أنها هي الفكرة التي ستمزق تركيا شذر مذر»([127]).

ووقف (كرزون)، وزير خارجة بريطانيا في مجلس العموم البريطاني مجيباً عن بعض التساؤلات حول تركيا واستقلاها.. قال: «لقد قضينا على تركيا (الدولة العثمانية) التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم.. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة»([128]).

وهكذا دخلت دول الاستكبار حرباً متعددة المراحل، ايتدأت بإضعاف الدولة العثمانية، وقد وظفت الثورة العربية لصالحها في المعركة، «فهي من ناحية رفضت تدعيم القوات العثمانية بمزيد من الجنود العرب..، كما قامت بإبطال مفعول سلاح الجهاد الخطير.. (وأكثر من ذلك).. قامت باحتلال الأراضي والمدن العربية كالقدس وعمان ودمشق وتسليمها لقوات الاحتلال»([129]).

ألم يخاطب فيصل بن الحسين برسالته إلى (فرانكفورت)([130]) بقوله: «..إننا نعتبر العرب واليهود أبناء عمومة في الجنس، وقد تعرضوا لاضطهادات مماثلة على أيدي قوى أقوى منهم.. إن وفدنا.. ليدرك المطالب التي قدمتها المنظمة الصهيونية إلى مؤتمر الصلح في الأمس تمام الإدراك.. إننا نعتبرها مطالب معتدلة وصحيحة.. وسوف نعمل جهدنا، حسب طاقاتنا في تحقيقها، وأملي أن يحتل العرب في القريب مركزاً يمكنهم من رد المعروف لليهود.. فالحركة اليهودية قومية وليست استعمارية.. لكلينا مكان في سوريا.. بل اني، لا أظن أن لأيٍّ منّا مكاناً في النجاح بدون الآخر..»([131]). وهكذا تضيع القيم الإسلامية والوطنية من خلال المنهج القومي الذي اتخذه الاتحاديون، ورجال القومية العربية.. وبالتأكيد حينما أفاقت جمعية الاتحاد والترقي من سباتها، وجدت نفسها خسرت كل شيء بما فيها دولة أحلامهم - تركيا - وكذلك رجال القومية العربية، قد خسروا كل شيء، بما في ذلك الوعود العسلية، من الدولالاستعمارية.


[127] الطائي، نجاح عطا: المرجع السابق،ص91.

[128] المرجع ذاته،ص57.

[129] الكاتب، أحمد: مرجع سابق،ص16.

[130] خطاب رسمي من الملك فيصل إلى (المستر فرانكفورت) القاضي والأستاذ بجامعة هارفرت، وعضو الوفد الأمريكي في مؤتمر الصلح، والمتحدث الرسمي باسم الصهيونية الأمريكية وذلك في 3/مارس/1919م.

[131] الطائي، نجاح عطا: المرجع السابق،ص94-95.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست