responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 76
الاتحاديين سيعبّد الطريق نحو نجاح القومية العربية في المسعى المشترك لتفريق الوحدة الإسلامية. ومما لا شك فيه كان لانعكاسات السياسة العنصرية والطائفية التي مورست ضدّ العرب والقوميات الأخرى، الأثر الكبير والواضح في إذكاء روح القومية وتطورها لدى العرب، حيث استخدم حزب الاتحاد والترقي أساليب عديدة لتحقيق أهدافه، التي هي أهداف الغرب «إذ أخذ يذل المسلمين، ويقتل أحرارهم، ويتصرف معهم تصرفاً استعمارياً منفّراً لهم، الأمر الذي أدى إلى نفرة المسلمين وعلى رأسهم العرب من الحكم.. فهذا جمال باشا أحد القادة الثلاثة للجمعية وللدولة، عمل كل ما في وسعه من أجل إثارة النعرة القومية عند عرب سوريا بقتله وشنقه للمئات، واحتقاره لهم ولدينهم وقوميتهم! وبفعل أعماله القومية والعنصرية تلك، نال لقب (السفاح) ومن يومها أخذ يعرف باسم جمال باشا السفاح»([123]). وقد بلغ الاستياء درجة لا تطاق، داخل القوميات غير التركية من تلك السياسة، «ففي العام (1910م،1328هـ) كان أحد نواب بغداد في (البرلمان) العثماني قد كتب يقول: «أسلم للمرء ألف مرة أن يعتمد على العشيرة، من أن يعتمد على الحكومة، ففي حين أن هذه الأخيرة تؤجل أو تتجاهل الإخضاع، نجد أن العشيرة - ومهما كانت ضعيفة - ما أن تعلم بأن ظلماً قد وقع ضدّ أحد أعضائها حتى تعد نفسها للأخذ بثأره»([124]). وهذه العملية كانت مقصودة ومرسوم لها سلفاً على صعيد الوضع الاجتماعي في العاصمة، وعلى صعيد مجلس النواب، بل حتى على صعيد ساحة العمليات العسكرية، فقد «قال الجنرال الألماني (ليمان فون ساندرز)، قائد القطاع الجنوبي التركي في الحرب العالمية الأولى، في (25/ت1/1916م،21/ذو الحجة/ 1334هـ)، للجنرال لوندوروف: إن الإجراءات الصارمة القاسية التي اتخذها جمال باشا بحق العرب جعلتهم يتخلون عن تركيا وافقدتهم كل عطف نحو الأتراك.. أن سياسية الحكومة التركية المؤسفة والمحزنة نحو البلدان العربية قد جعلت من العرب أعداءاً ألداء»([125]).

وكذلك انعكست هذه السياسة على القومية الكردية أيضاً([126]). كأمر طبيعي نتيجة ردة الفعل على سياسة التتريك التي أنتهجها رجال السلطة في الأستانة. وبالنتيجة يمكن القول: إن الشعوب الإسلامية التي كانت متحدة على الأسس العامة تحت لواء الدولة العثمانية قد تمزّقت وتفرقت، وكذلك


[123] الطائي، نجاح عطا: المرجع السابق،ص43-44.

[124] بطاطو، حنا: العراق، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية -مرجع سابق - ج1،ص40.

[125] الطائي، مرجع سابق،ص48.

[126] منتشاشفيلي، البرت. م: مرجع سابق،ص122.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست