responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 68
العثمانية نصبت نفسها مدافعة عن حقوق أهل السنة في العراق، بالمقابل نصبت الحكومة الفارسية نفسها مدافعة عن شيعة العراق، وكان لهذين العامليْن السياسيين المتصارعين، أثرهما الواضح في إثارة الصراع على الأرض لتحقيق أغراض سياسية، فكلما اشتدت الأزمة بين السلطان والشاه، انعكست ظلالاً قاتمة على الحياة في العراق. مما دفع القبائل العربية الشيعية إلى التسلح على طول نهر الفرات لكي تحمي نفسها بنفسها، وتدافع عن قادتها الشرعيين في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، بل لتكون على أهبة الاستعداد لإعلان التمرّد والعصيان والثورة - أيضاً - إذا اقتضى الأمر ضد السلطات الحاكمة. يقول (لونكريك): «إن اللوم في الاختلاف الفكري المميت، وفي النفور الشديد بين الأتراك ورعاياهم من الكرد والعرب لا يقع على الحكام وحدهم، لان هؤلاء الرعايا لم يبتعدوا عن الولاء والطاعة للأتراك لأنهم أتراك، وإنما كان ذلك ابتعاداً عن أية حكومة كانت تصطدم نظمها ونظمهم الخاصة، وحريتهم المطلقة التي كانوا يحيون بموجبها طوال القرون السابقة. فقد كانت كل حكومة شيعية مثلاً تلاقي حتماً بعداوات كردستان وشمالي العراق وكثير من أواسط العراق، كما كانت كل حكومة سنيّة لابد أن تلاقي معارضة المجتهدين في كربلاء والنجف علاوة على معارضة القبائل الشيعية»([102]). والملاحظ في الخط البياني لحركة الشعب العراقي - تاريخياً أثناء الصراع بين الدولتين - أن ولاء العراقيين الشيعة كان متوجهاً للسلطة الفارسية بشكل عام فترة الصراع بين الطرفين، والتي استمرت عدة قرون من عام (1508حتى 1913م،914-1331هـ). وذلك لأسباب مذهبية واقتصادية وتاريخية، فقادة المذهب الشيعي - الفقهاء المجتهدون - كانوا في المدن المقدسة بالعراق - غالباً - وكان الحكم الصّفوي والقاجاري في إيران بحاجة إلى دعمهم المعنوي والشرعي، مقابل سعي الحكّام الفرس لتلبية متطلبات علماء الشيعة في العراق([103]). المهم أن هذا الصراع الدولي على الساحة العراقية، زاد من تذمر ومعارضة أغلبية الشعب العراقي للسلطات العثمانية الحاكمة، مما نتج «انحسار ظل السلطة العثمانية في معظم مناطق الفرات الأوسط، وتحولها إلى سلطة صورية على الدوام، ومقتصرة على الضرائب حتى نهاية الحكم العثماني، فقد أدى ذلك إلى زيادة ارتباط العشائر وسكان تلك المناطق والمدن، بزعاماتهم الدينية في النجف وكربلاء وتعميق

[102] لونكريك، المستر ستيفن، همسلفي: مرجع سابق، ص388، والجدير بالذكر أن المؤلف رجل عسكري بريطاني اشترك مع الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية برتبة آمرلواء.

[103] الوردي، د. علي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج1، ص11. انظر: الحسني، عبد الرزاق: تاريخ العراق السياسي الحديث، ج1،ص28.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست