وللعلم نحن في مقدمة الكتاب، وفي تقييمنا
للمصادر والمراجع ذكرنا إشكاليةً على الدكتور النفيسي بأنه يعتمد غالباً على ما
كتبته أقلام المحتلين من تقريرات ورسائل وكتب، ومع ذلك يرمي الأستاذ وميض هذه
الحقائق الواضحة عرض الحائط ليعتمد على أقوال (المس بيل) المليئة حقداً على
العراقيين الوطنيين، خصوصاً العلماء المجتهدين ليصوغ أطروحته على أسسٍ واهيةٍ ضد
قادة الحركة الإسلامية الوطنية الاستقلالية، خدمة للمشروع الاستعماري. ومن المعيب
حقاً على الباحث العروبي أن يردّ أخاه المسلم العربي ويكذبه، بينما يعتمد على
المحتلين الكاذبين والمراوغين. فلنكمل قراءة كلام الدكتور وميض لتتوضح الصورة حيث
يقول: «إن إدعاء عبد الله النفيسي.. إدعاء غير مؤكد، ويكفي أن نعيد إلى الذهن
كلمات غروترو دبيل «إن أحداً منّا من الذين شاركوا في الدراما (الاستفتاء) لن ينس
الإسناد الذي تلقيناه من.. السيد محمد كاظم اليزدي»!!([1577]).
إنها من سخرية القدر أن نعتمد على كلام المحتلين بآتهام رجل النزاهة والعلم
والتقوى وحبالوطن.