العلماء، الذين عُرفوا حتى لدى الأعداء بأنهم قمة النزاهة والإخلاص لدينهم
وشعبهم، ووطنهم. لنقرأ ما قررّه بالنص ضد علماء الإسلام، تاركاً لنباهة القارئ
الكريم الحكم العادل على أمثال هذه الكتابات، يقول الدكتور وميض نقلاً عن تقرير
بريطاني حول المرجع الأعلى في حينه السيد محمد كاظم اليزدي: «إنه في قرارة نفسه
موالٍ لبريطانيا»([1574]). وإن الحاكم السياسي للشامية
حينما زار السيد اليزدي في 28 نيسان 1918م «شكا اليزدي بمرارةٍ من المحاولات التي
يقوم بها بعض العلماء لجرّه إلى موقفٍ مناوئٍ لبريطانيا.. إن من الصعب تقدير
المساندة المتواصلة (لليزدي) حق قدرها بالنسبةلنا».
ومن ناحية
أُخرى يردّ على الدكتور عبد الله النفيسي الذي ذكر في أطروحته أيضاً، والتي هي
بعنوان «دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث»، حول السيد اليزدي بأنه «بذل
جهوداً كبيرةً في السرّ لزعزعة السلطة البريطانية». ويردّ الدكتور وميض هذا الكلام
بقوله: «إن إدعاء عبد الله النفيسي.. إدعاء غير مؤكد»!([1575]).
وهكذا
نلاحظ على الدكتور وميض إنه يأخذ كلام المس بيل وهي من قادة الاحتلال البريطاني
للعراق، وكأنها الصادقة والنزيهة، وكلامها من باب المسلّمات، وهي لا تسعى لتشويه
العلماء وتفريق كلمةالأمة!.
وقد ثبت كذبها وتحريفها للوقائع لدى كبار المؤرخين
العراقيين، نذكر للمثال ما نقله السيد عبد الرزاق الحسني، وكذلك الشيخ فريق المزهر
الفرعون وغيرهما، عن وقائع اجتماع (ولسن) الحاكم الملكي العام مع علماء وشخصيات
النجف في كانون الأول سنة 1918م، بأن السيد هادي الرفيعي الذي كان في الاجتماع
أيّد الاحتلال، وقد قوبلت دعوته بالاستنكار والشجب من قبل المجتمعين الآخرين بحضور
(ولسن)، بينما تنقل (المس بيل) إن جميع المجتمعين أيّدوا الاحتلال البريطاني كذباً
وزوراً([1576]).