والآن بعد هذا التوضيح للموقف المبدئي من حقنا أن نتساءل أيضاً: أين هذا الوعي والفتوى التحررية من الاحتلال الحالي للعراق من قبل أميركا وحلفائها، فلماذا لم يعلن المرجع الأعلى في العراق فتوى الجهاداليوم؟

الحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال واضحة على ضوء إجابة الإمام الشيرازي حسب الرواية التاريخية التي ذكرناها، فالمسألة تختلف في ظروفها وأهدافها، وذلك لأن شعب العراق - اليوم - بكل أطيافه يكره المحتلين الأمريكان وحلفاءهم، وهذه الكراهية تحمل جذوراً تاريخية من بركات تلك الفتوى المباركة وما سبقتها من حركة الجهاد، وما لحقتها من نشاطات سياسية معارضة، وهي لم تزل كفيلة بوضع الحواجز النفسية المطلوبة أمام مشاريع الاستعمار - الثقافية والسياسية - خصوصاً مشروعهم في طمس معالم الإسلام وقيمه المعنوية والأخلاقية، وعليه لا داعي لإراقة مزيد من الدماء لتنشيط هذه الكراهية، ولتحطيم حالة الإعجاب والافتتان بالأجانب، وفي الحقيقة إن ذلك التاريخ الجهادي العريق لشعب العراق، زوّد الأجيال المتعاقبة وعياً مدروساً لبناء العزة والكرامة في وطنٍ سيّدٍ مستقل، وتبقى طرق الخلاص من المحتلين مفتوحة على كل الاحتمالات ولكن الفرصة الآن للمعركة السياسية التي ستحقق الاستقلال والسيادة والحرية على يد المخلصين من أبناء العراق، بإذنهتعالى.

17- توصّلنا بموضوعية تامة إلى أن فقهاء المسلمين الشيعة وزعماء