responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 627
هذا الارتباط الحياتي الوثيق بالمرجع هو الذي يصطلح عليه في أوساط المسلمين الشيعة بالتقليد، فالناس يقلّدون أي يتّبعون المرجع الجامع للشرائط. ويرتبطون به روحياً وفقهياً وحياتياً ومالياً بل ومصيريّاً. كما ويتعزّز هذا الارتباط عَقَدياً من خلال المربّين والمؤلفين وخطباء المنبر الحسيني، وخطباء الجمعة، والشعراء وعموم المثقفين الذين يدورون في المدار الفلكي للمرجعية الدينية. وكان الخطباء يمثلون لسان حال المرجعية وبالذات أعني الخطباء الحسينيين في أغلب الأحيان، وقد لعبوا دوراً مهماً في رفد النهضة والثورة ومسألة التقارب ما بين المسلمين في الإطار الوحدوي لمواجهة العدو المشترك، وشهدت تلك الحقبة الزمنية نشاطات مهمة في هذا الاتجاه، جديرة بالمراجعة، لا لأجل الثناء والافتخار وإنما لغرض الدرس والاعتبار لدعم المسيرةالحالية.

وبعد تلك التجربة القيادية للمرجعية الدينية، لم تقف قوى الاستعمار والحكومات العراقية المتعاقبة مكتوفة الأيدي أمام قوة أداء المرجع خصوصاً في الفتاوى السياسية والجهادية، فلقد استطاع المستعمرون والحكّام المحليون - للأسف - أن ينْفذوا إلى صفوف الأمة، ويزرعوا عيوناً على المراجع وعلى عموم العلماء والحركيين، في محاولة منهم لحبس أنفاسهم ومراقبة نشاطاتهم، وجعلهم تحت رحمة الجلاّدين العابثين. ولكن مع ذلك بقيت قيادة العلماء هي ضمانة الاستقامة والثبات على المبادئالوطنية.

ومن هذه المسألة بالذات، ومن رحم المعاناة المؤلمة نتوصل إلى ضرورة تطوير الأسلوب التقليدي لقيادة الأمة، وذلك عبر إيجاد قنوات اتصال مدروسة، تمسك الأمة في وعيها والتزامها المصيري، وتحفظ تحركها من تلك العيون، وترسم للأمة في أيام جهادها السرّي أو العلني المسار المطلوب ضمن المسؤولية الشرعية، في ظل القيادة المرجعية، وترعى جانب تحصين الأمة من عملية الاختراق المعادي، عبر الضوابط الأمنية والحسّ الاستخباري الهادف، لتتم صيانة التحرك الميداني بشكلٍ يضمن سلامة المسيرةوالأهداف.

وهذا الاستنتاج لا يعني إطلاقاً إن الأحزاب والتنظيمات السياسية الإسلامية هي البديل القيادي للمرجعية الدينية، وإنما تمثل الدوْر الوَسَطي، بالتعاون والتنسيق مع الإمام المرجع، وذلك لتنظيم الربط الأمين بين القمة

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 627
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست