responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 623
لكل العراقيين، وإنما تبحث عن مصالحها فقط. فكان الأجدر بالمسؤولين الإداريين الذين اعتمدت عليهم سلطة الاحتلال أن لا ينساقوا وراء سياسة (فرّق تسد)، وأن لا يكونوا رأس الحربة ضد السادة العلماء، ورؤساء العشائر، واخوتهم من الوطنيين المخلصين، الذين لولا جهادهم لم تغيّر بريطانيا سياستها، ولم توافق على الاعتماد عليهم ولو بهذا القدر، ليكونوا واجهات عراقية يمرّر المخطط الاستعماري من خلالهم، ففي تقديرنا، لقد ساهمت الحكومات المحلية للأسف الشديد في تخزين وقود الفتنة الطائفية عبر إقصاء الشيعة إدارياً ومحاربتهم سياسياً، وهم أكثرية شعبالعراق.

6- لقد تبلورت حركة العراقيين سياسياً وجهادياً بعد آنتهاء دور الدولة العثمانية، وتعرّض المنطقة للاحتلال الأجنبي، لذلك تعتبر تلك الحقبة الزمنية التي شهدت بزوغ حركة النهضة والتحررّ من الاستعمار، هي مرحلة تأسيسية للتحرك السياسي الحديث في العراق، فلقد شكّلت تلك المرحلة انطلاقة حركة الوعي السياسي في الأمة، التي رسمت خارطة الطريق لبناء الوطن السيد المستقل، ولقد تحمّل الإسلاميون الوطنيون صعوبات المرحلة التأسيسية لمسيرة النهضة الحديثة. ومن أبرز تلك الصعوبات حجم التضحيات من قبل العلماء المتصدين ورؤساء العشائر والسياسيين (الافندية) على ما يصطلح عليهم، وعموم الشعب، وقد اجتمعت المكّونات المتعددة للشعب تحت راية المرجع الأكبر للمسلمين الشيعة، وهذه مسألة ليست بسيطة خصوصاً في أدوار المعارضة السياسية والمقاومة الثورية، فالقيادة الدينية وحّدت الساحة العامة باتجاه المعارضة والثورة، إلاّ أن المسألة الخطيرة التي برزت بعد ثورة العشرين كانت تتمحور في محاولات الاحتواء لبعض الساسة، وقد استطاعت الإدارة البريطانية من خلق أو دعم بعض الوجوه العراقية، ممن يمتلكون استعداداً عدوانياً ضد الشعب. خصوصاً حينما سال لعابهم لدنيا فرعون العصر، ووجدوا ما كانوا يحلمون به في الجلوس على عرش الرشيد ببغداد، وللأسف لقد نجحت الإدارة البريطانية في احتوائهم وزجّهم لمحاربة شعبهم وجهاً لوجه كما تريد بريطانيا. حتى وصلت الأمور إلى مستوى توجيه الاتهامات إلى الثائرين والمضحين وقادة التحرر، حيث تمّت ملاحقتهم وسجنهم ونفيهم من البلاد. وهذه الفضائح المحزنة لم يرتكبها المحتل مباشرة ولكن للأسف ارتكبتها أيدٍ عراقية!! وكان الأجدر بها أن تنأى بنفسها عن هذه المظالم.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست