أصدرته الحملة التبشيرية بعنوان (من يشفع لنا؟) وقد
أكّدت هذه الدراسة على أن النبيّ عيسى بن مريم عليه السلام هو الشفيع يوم الحساب([1540]).
كما وأصدر
الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفى سنة 1352هـ، 1934م، كتب مهمة منها: الهدى إلى دين
المصطفى، وكتاب التوحيد والتثليث، وأنوار الهدى، والبلاغ المبين، ورسالة في رد
شبهات الملحدين..، وكانت هذه الكتب في غاية الأهمية آنذاك في اتجاه تقوية الإيمان
بالشريعة الإسلامية الخاتمة للديانات، فكانت تنبّه المسلمين المرشحين لقبول
تأثيرات الصليبيين، وذلك بدفع الشبهات عن الشريعة الإسلامية بأُسلوب علميّ واضح([1541]).
وكانت هذه الكتب وأمثالها تبث الوعي الإسلامي في المجتمع، وتقف بحزم أمام الأفكار
المستجدة التي تعتبر من إفرازات الثقافة الغربية، كفصل الدين عن السياسة، وحصر
الدين الإسلامي في إطار العبادات دون المعاملات، يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء
في حديثه عن الأحزاب والسياسة: «..أما التدخل بالسياسة، فإن كان المعنيّ به هو
الوعظ والإرشاد، والنهي عن الفساد والنصيحة للحاكمين بل لعامة العباد والتحذير من
الوقوع في حبائل الاستعمار والاستعباد، ووضع القيود والأغلال على البلاد وأبناء
البلاد. إن كانت السياسة هي هذه الأمور.. نعم أنا غارق فيها إلى هامتي، وهي من
واجباتي وأراني مسؤولاً عنها أمام الله والوجدان وهي من وظائفي.. فسياستنا هي
سياسة النبي والأئمة - سلام الله عليهم - الخالية عن كل هوىً وهَوَس وطمع ودنس..
وإذا كان المعنيّ بالسياسة، هو إحداث الفتن والثورات والاضطرابات للتوصل إلى الحكم
والجلوس على الكراسي الناعمة لمعاملة الناس بالخشونة والغطرسة والكبرياء واستغلال
النفوذ للمنافع الذاتية، والأطماع الدنيويّة والسمسرة للأجانب على البلاد، وتسلطهم
على الأمة، ولو بإراقة الدماء، إن كانت السياسة هذا وما إليه، فإني أعوذ بالله
السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم..»([1542]).