responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 597
بوادي وسط وجنوب العراق إلى مقابر جماعية للشعب الناهض بدلاً عن الدخول معهم في حوار سياسي والالتفاف حول مطاليبهم كما فعل أسياده، وسيمطر الشعب بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في كردستان العراق بدلاً عن اعتقال رموزهم ونفيهم عن البلاد. كل تلك الجرائم يؤديها الحكم الذي يدّعي الوطنية! والرئيس الذي يدّعيالسيادة!.

والعجيب في الأمر إن بعض الناس لا زالوا يؤمنون بأن بريطانيا تملك خشبة الإنقاذ للعراقيين حتى اليوم([1524])!.

وهكذا آتبعت الإدارة البريطانية - آنذاك - طريقة نشر الثقافة الهدّامة بين العراقيين. ومن المعلوم حينما يتجرّد المسلمون من مبادئهم وقيمهم وتاريخهم وعاداتهم، يتحولون إلى أدوات معدنية جامدة، تتحرك بإرادة خارجية، فيكون همهم الأساس إشباع بطونهم وغرائزهم الحيوانية، حيث تتهدد حتى هويتهم الإنسانية! على عكس التربية الإسلامية التي تحمّل الإنسان المؤمن رسالة الحياة الكريمة الهادفة، يقول الإمام علي عليه السلام: «..فما خُلقتُ ليشغلني أكْلُ الطيبات، كالبهيمة المربوطة، همّهُا علفُها، أو المرسلةِ شُغُلُها تقمّمُهُا، تكترش من أعلافها، وتلهو عمّا يرادُ بها..»([1525]). فهناك أهداف نبيلة ورفيعة من أجلها خلق الله الإنسان، يقول تعالى:

(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) ([1526]).

وفي الوقت ذاته إبتلاه في هذه الدنيا بإغراءات وشهوات، هل يستطيع أن يسايرها في الإطار المشروع كي يبلغ أهدافه السامية؟ أو يفشل في هذا الاختبار المصيري. فالأنبياء والأئمة والصالحون يدعون الناس إلى

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 597
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست