فعيّنت (كلبرت كلايتون) معتمداً سياسياً في العراق منذ
آذار 1929م، شوال 1347هـ([1497])،
الذي يعدّه البريطانيون صديقاً للعرب!!، بدلاً من (هنري دوبس) وبالفعل جاء وهو يحمل
بشرى سارة إلى أزلام الإنكليز - الملك والمتنافسين على الحكومة - وبعد وصوله
بثلاثة أسابيع وصلته برقية من وزارة المستعمرات البريطانية تنص على إبلاغ الحكومة
العراقية والشعب العراقي باستعداد بريطانيا لترشيح العراق إلى عصبة الأمم عام
1932م، وبذلك سينال العراق استقلالهالرسمي.
هكذا كانت
بريطانيا تدير رجال السلطة والإدارة في العراق، سعياً لتحقيق مصالحها الاستعمارية([1498]).
ومع ذلك، فإنها كانت بحاجة ماسة - حينما تشتد الأزمات - إلى رجل مناسب
للمرحلة، يستطيع أن يجتاز الظروف الصعبة، فيمرّر المؤامرة بتنازلات جديدة، فبعد
استقالة حكومة ناجي السويدي في 22/3/1930م الموافق 22 شوال 1348هـ، بضغطٍ بريطاني
في ظرفٍ إزدادت فيه حالة الغضب الشعبي العام ضد الإنكليز والحكومة معاً. إثر
إشاعات مثيرة حول المعاهدة الجديدة. وبالفعل شهدت بغداد مظاهرات احتجاجية عامة في
آذار 1930، وأُعلن الإضراب العام وعطلت الأسواق، واجتمع المتظاهرون في جامع الحيدر
خانه ببغداد، وقد ندّد الخطباء وبشدة أساليب السياسة البريطانية. ثم واصل
المتظاهرون مسيرهم إلى السفارات الأجنبية وهم يهتفون ضد بريطانيا ويطالبون
بالاستقلال التام([1499]).