responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 585
والمحاكم تردّها إلى الشرطة، حتى ضاعت الفرصة لهذا المسعى الرافض لهذه الترشيحات المنحازة، وبالنتيجة أُجريت الانتخابات بالطريقة الرسمية في أواخر كانون الثاني 1928م، بدايات شعبان 1346هـ، ومن ثم تمت المصادقة على المعاهدة الجديدة الموقعة عام 1927 من قبل الحكومة([1492]).

إلاّ أن هذا الانتصار الحكومي لصالح بريطانيا لم يشف غليل بريطانيا، فسعت ضاغطة على الحكومة العراقية لتحصل على المزيد من المكتسبات، مثلها كمثل نار جهنم يوم الحساب، كلما أُلقي فيها لا تشبع وتطلب المزيد، يقول تعالى:

(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ([1493]).

ولقد كانت تلك المرحلة فرصة الإدارة البريطانية للانقضاض على خيرات العراق، لذلك استمرت في ضغطها على الحكومة العراقية ليتم المزيد من إخضاعها لشروطها، وهكذا تمكنت من إحكام القبضة الحديدية على عنق صنيعتيها الملك والحكومة، وتحريكهما كيفما تشاء. وبالمقابل انحصر خيار الحكومة الأوحد بالالتصاق المصيري ببريطانيا([1494]).

وحينما كانت تقديرات الإدارة البريطانية، تشهد حالة عدم التوافق ونوعاً من التعارض بين الحكومة العراقية وممثلها المندوب السامي، كانت تعمد إلى تغييره كأسلوب إداري كفيل بامتصاص الأزمة، لذلك عندما طلب السعدون من الحكومة البريطانية إجراء تعديلات على معاهدة 1927 - كأقصى طموحٍ يراوده - وبالذات تعديل الاتفاقية العسكرية التي تسلب الحكومة العراقية هيبتها على قواتها المسلحة([1495])، رفضت بريطانيا ذلك بشدة فقدم السعدون استقالته في أواخر نيسان 1928م([1496]). ورفض تشكيلها مرة ثانية، هنا قررت الحكومة البريطانية تبديل الوجه البريطاني في العراق

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست