هذه التطورات الحركية جددت الحاجة الملحة
للبحث عن الرجل الأنسب لإدارة الحكومة، يمتاز بقوة شخصية قادرة على اتخاذ قرارات
الاستسلام المطلق للمشروع البريطاني، ومواجهة الشعب بالخداع والعنف في
الوقتنفسه.
شكّل نوري
السعيد وزارته، بتكليف من الملك في 23 آذار 1930م، 23 شوال 1348هـ([1501])
وأعلن منهاجه الوزاري الذي جاء فيه: «..جئنا إلى السلطة وفي أذهاننا هدفان رئيسيان
هما: 1- انتهاج سياسة ترمي إلى إنشاء عراق مستقل مسالم معترف بالجميل لحكومة
(بريطانيا). و2- معالجة الوضع الاقتصادي الصعب في البلد»([1502])،
ومما يذكر فإنه بدأ بداية قوية في أعماله السياسية والإدارية، فطلب من الملك إجراء
انتخابات المجلس النيابي لغرض تصديق المعاهدة، والنظر في قضية الدفاع والجيش
النظامي، وأطلق شعارات للاصلاح الإداري، والمسألة الأهم التي تركزت في فترة حكومته
الأولى، مواصلة المداولات والمفاوضات مع السلطات البريطانية منذ 3 نيسان 1930م([1503])،
حتى تم التوقيع على المعاهدة الجديدة، وملاحقها