responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 564
تحويله إلى قطيع من الكائنات الحيّة، اللاهثة وراء علفها لإشباع غرائزها الحيوانية. فدفعاً لهذه المؤامرة الكبرى ضد الأمة الإسلامية، سعى العلماء وبنشاط مكثف لترسيخ قواعد الإسلام والإيمان عبر ثورتهم الثقافية في تلك المرحلة. ويمكن اعتبار هذا العمل هو الأساس الذي سيتولد منه التيار الحركي الإسلامي الذي سيهيئ الأمة لخوض المعارك السياسية والجهادية في المستقبل ضد أعداء الإسلام والمسلمين، لأن الأسس العقدية الصلبة حينما تتوافر في الأمة، فإنها ستتمكن من تحمل أعباء المسيرة، وآجتياز العقبات الصعبة في الطرق الشائكة، وبذلك ستطرد روح الانهزامية والمصلحية والازدواجية من واقع الشخصية العراقية. تلك معاناة المصلحين المبدئيين ومن هنا «أدرك السيد أبو الحسن الاصفهاني [المرجع الأعلى] هذه الحقيقة المؤلمة، ولـمّا عاد من إيران توصل إلى قناعة ثابتة بعمالة النظام، وبضعف القاعدة الدينية فآجتنب الخوض في الألاعيب السياسية اليومية، وراح يعمل بجدٍ وقوةٍ على إرسال العلماء والمشايخ إلى القرى والأرياف، وخصوصاً النائية، يعرّفها الإسلام ويربّيها على الحرية، ويوثّق علاقاته التنظيمية والسياسية المرجعية معها، ويدّخرها لساعة الثورة»([1441]).

ولقد سار أغلب العلماء على هذا المنهج التربوي والإصلاحي في حركةٍ توعويّة مدروسة، وكانت قد تبلورت أسس هذه الحركة الثقافية لدى العلماء وهم في المنفى، «وكأنهم حينما كانوا في المنفى قد خيّروا أنفسهم بينأمرين:

الأول: الابتعاد عن مركز المرجعية [الشيعيّة أي النجف الأشرف] مع الأضرار الكبيرة التي سوفتصيبها.

الثاني: الرجوع إلى المركز وإكمال المشوار، على أن يبتعدوا عن السياسة في كلتا الحالتين، لأنهم إذا بقوا في إيران وأرادوا أن يوجهوا بنداءاتهم العراقيين فسوف يكون لها تأثير ضعيف، خصوصاً بعد أن وجدوا أن الإنكليز قد أحكموا قبضتهم على مقادير العراق من خلال المندوب السامي البريطاني، ومن خلال صنيعتهم الملك فيصل وبطانته، فضلاً عن أن الحكومة الإيرانية سوف تمنعهم من سرية العمل السياسي في أراضيها،

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست