responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 562
السياسي في البلد، شنّوا غاراتهم في حرب ضروس تستهدف أسس التحرك والنهضة لدى العراقيين، فأرادوا طمس هويتهم الإسلامية وقيمهم الوطنية النابعة من الإسلام، لأنها سبب النهضة والثورة والمقاومة ضد المستعمرين. لذلك تكثّفت همم الناشطين الإسلاميين للتصدي لعمليات الغزو الثقافي، ومن المعلوم إن هذه العمليات أشد إيلاماً وأسوء آثاراً من عمليات الغزو العسكري، فآجتهد الإسلاميون بهدف تفويت الفرصة أمام البريطانيين في محاولاتهم لانتزاع الروح الإسلامية من العراقيين، وكذلك تجنيب التيار الإسلامي الشعبي من الدخول في معركة آستنزافية ضد الدوائر السياسية والثقافية المحلية المتأثرة بالثقافة الغربية، وبالتالي تجاوزها للدخول في المعركة الثقافية المصيرية ضد خطط الاستعمار مباشرة. والذي زاد في الطين بلّةً في تلك الحقبة الزمنية، هو شيوع صناعة الأحزاب السياسية لأغراض شخصية، دعماً للوزارة أو دعماً لمعارضة سياسية داخل المجلس، فـ «لم يؤلّف الحزب على أن الحزب يحمل رسالة سياسية عقائدية، يحاول أن يجمع الناس حولها، كما هو مفهوم الحزبية في الأنظمة الديمقراطية، بل إن كل واحد من زعماء العراق ألّف حزباً بعد تأليفه الوزارة من نوّاب المجلس ليسندوا وزارته وهو في الحكم. بحيث إن تلك الأحزاب كان ينتهي وجودها بخروج زعيم ذلك الحزب من الحكم. ينطبق هذا الكلام على حزب التقدم الذي ألّفه عبد المحسن السعدون، وهو رئيس الوزراء، وبعد ظهور نتيجة الانتخابات، وآنتهى وجوده بعد انتحار السعدون. وحزب الشعب برئاسة ياسين الهاشمي الذي كان امتداداً لحزب الأمة، الذي أراد الهاشمي أن يجمع حوله أكثرية من النواب وهو رئيس وزراء في سنتي 1924و1925. انتهى وجوده بالانحلال والهاشمي خارج الحكم. وحزب العهد الذي ألّفه نوري السعيد ليسنده في التصديق على معاهدة 1930، وانتهى وجوده بعد سقوط نوري السعيد في سنة 1932..»([1437]).

واستمرت هذه الحالة حتى شكّلت ظاهرة عامة داخل الأحزاب السياسية فيما بعد سنة 1932م، حيث كانت الأحزاب السياسية في تأسيسها ومنطلقاتها حكومية، وليست بعيدة عن الدعم البريطاني، خصوصاً لو

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست