responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 561
فالأمة - آنذاك - عاشت المعركة الثقافية من عدة جبهات، حيث شجع الإنكليز تلك التيارات الفكرية والسياسية غير الإسلامية أن تغزو الساحة العراقية، «فوقع الجيل المثقف فريسة تلك التيارات حتى أخذت الأمة تنبهر عندما ترى مثقفاً يصلي أو يلتزم بأحكام الإسلام»([1435]). وهكذا «أدت هذه السياسة إلى تفتيت البنية الاجتماعية والسياسية، إضافة لذلك فإن إنزواء العلماء والتزامهم الصمت والانكفاء، أعقبه بروز تيار في المراكز العلمية بالنجف وكربلاء وسامراء والكاظمية، يقف بوجه تدخل العلماء في السياسة خوفاً على الحوزة العلمية من الضياع»([1436]). وعليه أصبح همّ العلماء، المحافظة على المراكز العلمية الفقهية، لكي تؤدي رسالتها الدينية والإصلاحية العامة، بعيدة عن الصراع السياسي، وذلك لتتمسك الأمة بمصدر عزّتها، أي بهويتها الإسلامية وقيمها الإنسانية، وفي الوقت ذاته تتصدى لمشاريع الغزو الثقافي للعراق عبر الإرساليات التبشيرية، والأحزاب الإلحادية والعلمانية، وغيرها من المشاريع الهدّامة الوافدة للعراق. وهكذا آنصبت جهود العلماء نحو إعادة ثقة الناس بالشريعة الإسلامية، وردّ إشكاليات الأعداء المتربصين بالإسلام والمسلمين، وذلك بالحجج الوافية وبالأسلوب العصري، لغرض تخليص الساحة من الشوائب الفكرية الوافدة من الخارج، ومحاولات التشكيك بالمبادئ والمفاهيم الإسلامية. وكذلك لتخليص الساحة من الخرافات العالقة بها جراء البساطة والسطحيّة لدى بعض المسلمين، وكما هو معلوم أن الأفكار المغرضة كانت تأخذ طريقها في وسط تلك البساطة، وذلك التخلفالثقافي.

وهكذا، فضّل الإسلاميون الدخول في المعركة الثقافية ضد أعداء الإسلام مباشرة بدلاً من الانشغال بالمعارك الجانبية ضد الواجهات العراقية التي تحكم بإرادة بريطانية وطموحها محصور في طلب الرئاسةوالحكم.

- وفي نظرنا - كان قرار الإسلاميين في محلّه، على ضوء معطيات تلك المرحلة، حيث إن المعركة انتقلت إلى موقع آخر يعدّ مصيرياً بالنسبة للعراقيين، ولسان حال المخلصين من الإسلاميين والوطنيين يعبّر عنه المثل الشعبي القائل: «جِزنه إمن العنب أنريد سلّتنه»، فحينما تظافرت جهود المستعمرين والمحتلين وأذنابهم من العراقيين وآستولوا على القرار

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست