وهكذا فقد «عقد [المجلس التأسيسي] 49 جلسة،
قام خلالها بتصديق المعاهدة مع بريطانيا، وباعتماد دستور البلاد، وبسنّ قانون
للانتخابات. وكان هذا الترتيب الزمني للأحداث الثلاثة من تدبير المعتمد
البريطاني..»([1414]).
وحينما استقالت وزارة العسكري ووافق الملك على استقالتها، كلف ياسين الهاشمي
بتشكيل وزارة جديدة، فتشكلت بتاريخ 3 محرم 1343هـ، 4 آب 1924م([1415]).
وفي 21
تموز 1924م، الموافق 18 ذي الحجة 1342هـ، وافق مجلس العموم البريطاني على المعاهدة
وملحقاتها بعد نقاش طويل، وفي 27 أيلول 1924م، وافقت عصبة الأمم على وضع المعاهدة
وملاحقها محل الانتداب البريطاني في العراق([1416]).
«وقد اعترف الإنجليز حتى في تقريرهم الحكومي الرسمي، بأن المجلس وافق على المعاهدة
مكرهاً، وإنه لم يخفِ اشمئزازه من طابعها الانتدابي، وإن مثل هذا الموقف من
المعاهدة انعكس على عمل جميع الحكومات العراقية المتعاقبة»([1417])
إلاّ أن سلطات الاحتلال والملك والحكومة لم يخفوا إرتياحهم من ذلك الإنجاز، فتبادل
المندوب السامي والملك برسائل معبرة عن فرحتهم، وذلك لإتمام تلك الخطوة المهمة([1418])،
في طريق فرض الهيمنة البريطانية علىالعراق.