ولم يمانع المندوب السامي ذلك، فإن خروج السعدون من
الوزارة سيضمن مجيئه رئيساً للمجلس التأسيسي، فجاءت موافقة المندوب السامي بناءً
على تعهد الملك في ذلك([1372]).
فأسرع الملك بتكليف جعفر العسكري([1373])
أحد رجاله المعتمدين لتشكيل الحكومة. وبالفعل تشكلت الوزارة العسكرية في 26 تشرين
الثاني 1923 - 16 ربيع الثاني 1342هـ([1374]).
وعلى ضوء هذا الإجراء وتلك الاتصالات، تحلحل وضع المعارضة بنسبة معينة. أما التعهد
المهم من قبل الملك للعلماء المنفيين، وهو العمل على إلغاء المعاهدة، فقد بقي
يراوح في موقعه دون تقدم، تحت ذريعة دراسة الموضوع وترتيب إخراجه. إلا أن الأجواء
الهادئة وفّرت فرصة مهمة أمام حكومة العسكري، لإجراء انتخابات أعضاء المجلس
التأسيسي كخطوة أخيرة في مسلسل الانتخابات.وقد كان الاتفاق بين الملك و(دوبس)
المندوب السامي يقضي بتأخير عودة العلماء المراجع إلى ما بعد إجراء الانتخابات،
وحينما اعترض العلماء المنفيون على استثناء الإمام الخالصي من مسألة العودة([1375])،
دخلت القضية في المفاوضات بين الطرفين مما أطال الوقت، وكان الزمن لصالح الحكومة.
وهكذا أجريت الانتخابات الأخيرة في 25 شباط 1924م،