شيعة العراق وبناء الوطن - الدكتور محمد جواد مالك

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك جلد : 1 صفحه : 532

الخالصي في تلك الظروف الحساسة؟ نترك الإجابة لحفيد الإمام الخالصي الشيخ جواد حيث يقول: «أما سبب تخلي العلماء.. فإن ذلك يعود إلى سببين خارجيين، وسبب نفسي داخلي، أما الخارجيان فهما محاولات الاسترضاء من قبل فيصل ومن ورائه الإنكليز في دعوتهم إلى العودة المذكورة مع إصرار الإنكليز على ترك الشيخ الخالصي فيما لو أصر على مواقفه وهو مصرّ عليها كما يعلمون. والثاني الذي يتممّ الأول هو ضغط الحكومة الإيرانية، لدفع العلماء إلى العودة بأي شكل من الأشكال. تخلصاً منهم، واحتمال اعتراضهم على بعض مشاريعه، وتنفيذاً للخطة الإنكليزية التي تريد عودتهم مقيّدين وعاجزين عن أية حركة. أما السبب النفسي الداخلي، فهو إحساسهم (العلماء العائدين) بعجزهم عن مواصلة المسيرة واليأس من استمرار الكفاح بعد تسلط الإنكليز على أكثر البلاد الإسلامية، وتشتيت المجاهدين وسقوط الدولة العثمانية. هذا كله إضافة إلى الرغبة في بناء المجد الشخصي (فإنهم بشر لا ملائكة)، الذي ما كان ليُبنى بشكلٍ سريع في قم، حيث يجدون منافسين كثار هناك»([1355]). المهم، لما يئس الإمام الخالصي من العلماء انفصل عنهم، وهو مُعرِض عن مشروع العودة المشروطة إلى العراق، ومن ثمّ آثر السفر إلى مدينة خراسان والبقاء فيها، وبالفعل وصلها في أوائل عام 1924م، وأسس (جمعية استخلاص الحرمين وبين النهرين)([1356]) لنصرة الشعب العراقي ضد المحتلين البريطانيين وأعوانهم. كما وأصدر في 26 كانون الثاني 1924م - 16 جمادى الثانية 1342هـ - بلاغاً دعا فيه الأمة الإسلامية لتطهير الأماكن المقدسة في الحجاز والعراق، وقد ترجم إلى عدة لغات([1357]). وكان مشروعه محدّداً في استمرار المقاومة في إيران والعراق بالخطواتالتالية:

«1- استمرار المقاومة السلبية عبر الفتاوى التي استجاب لها الشعب، فأسقطت الانتخاباتالمزيفة.

2- دعم الجماهير، وخصوصاً أبناء العشائر، وحثهم على الثورة المسلحة منجديد.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك جلد : 1 صفحه : 532

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست