responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 522
وضمن الخطة المرسومة محاولة تشتيت أفكار الناس، وتهدأة عواطفهم، وذلك عبر توزيع الأدوار على رموز السلطة، وبالفعل قام الملك في جولة ميدانية لجنوب العراق - العمق الشعبي للمعارضة الإسلامية - ابتدأها بتاريخ 18 حزيران 1923م، وذلك لتقوية شعبيته ورمزيته في الأوساط العامة، والهدف الأدق في تلك المرحلة هو اشغال الرأي العام هناك عمّا يجري في الكاظمية وبغداد ضد العلماء والتحرك الإسلامي. ومما لا يخفى أن الملك كان متردداً في قبول الإجراءات العنيفة ضد العلماء المراجع، إلا أن السعدون أصرّ على المضي في سياسة الشدة والعنف ضدهم ليضمن إرغام الناس لغرض إجراء انتخابات المجلس التأسيسي، وهكذا تشجع السعدون في مواصلة الاعتقالات التي ابتدأت باعتقال نجليْ الإمام الخالصي من دون أن يحدث شيئاً مؤثراً يزعزع وضع الحكومة، ويردع سلطتها القمعية، فبادر على اعتقال الإمام الخالصي بذاته مع مساعديه ونفيهم جميعاً خارج العراق. - كما سنرى ذلك - ومما يؤسف له حقاً أنه عند اعتقال نجليْ الإمام الخالصي حسن وعلي، لم يحدث شيئاً مربكاً للسلطة، لذلك طمأن السعدون كلاً من الملك و(دوبس) بعدم حدوث اضطرابات كبيرة، فقد بعث برقية إلى الملك في البصرة مخبراً إياه للإقدام على الخطوة الحاسمة، ومما جاء فيها: «..الشيخ مهدي يحرّك الناس جهراً على القيام في بغداد والكاظمية. وعلى كل حال لا يمكن للحكومة أن تصبر على أفعاله، فأرى من الضروري إبعاده عاجلاً هو وأولاده والقطيفي [أحد تلامذته] والشيخ علي [تقي] حفيد الخالصي. المعتمد السامي يوافق على إبعادهم بشرط أن لا يكون ذلك إلى إيران، فإذا توافقون يرسلون إلى البصرة ومنها إلى جدة بحراً». أجابه الملك ببرقية جاء فيها: «إذا كان العمل ضرورياً اتجاه الشيخ مهدي فأرغب أن يكون بكل احترام، وبصورة لا تخل بكرامته الشخصية، وأن لا تعجز عائلته ولا تخوّف»، ثم أعقبها ببرقية أخرى يكشف عن سياسته الحقيقية جاء فيها: «لكم الصلاحية المطلقة فيما تروه مناسباً في الكاظمية وبغداد لحفظ الأمن وشرف الحكومة، ويجب اتخاذ خطة حازمة بعد الكاظمية. أخبروا
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست