responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 513
ومن ناحيتهم أدرك علماء الإسلام في العراق خطورة اللعبة، فتداركوا الأمر «لأنهم بطبيعة مهمتهم لا يعترفون بالحدود القومية أو السياسية التي تفرق بين المسلمين، فالمسلمون (في نظرهم) أمة واحدة لا فرق فيها بين التركي أو العربي أو الفارسي، والمسلم أوْلى من الكافر على أي حال»([1308]). ولكن العلماء يعلمون يقيناً بأن الحكومة التركية - آنذاك - هي جزء مهم في اللعبة الاستعمارية الساعية إلى إنهاء الدولة العثمانية المسلمة وتمزيق الوحدة الإسلامية، لذلك وقف العلماء ضد هذه الإثارة، وضيّعوا على الإنكليز والسلطة المحلية فرصة الاستفادة من هذه التهديدات، فأصدر العلماء المتصدّون فتواهم الشرعية بهذا الخصوص، وهذه الفتوى في الحقيقة هي رسالة إلى سلطة الاحتلال أكثر من أنها رسالة لحكّام تركيا، وذلك لكي لا يلعبوا بالنار، ومن ناحية ثانية هي محاولة جدّية لتركيز اتجاه المعركة ضد الإنكليز وصنايعهم بهدف نيل الاستقلال بدلاً من تشتيت الطاقات على أكثر من جبهة. لأن تلك المعركة الوهمية مع الأتراك لا يجني ثمارها إلاّ الإنكليز أولاً بأول. لذلك أصدر المرجع الأعلى السيد أبو الحسن الاصفهاني، والشيخ النائيني والشيخ الخالصي، فتوى شرعية في 12 نيسان 1923م، 26 شعبان 1341هـ، تحرم على المسلمين محاربة الأتراك المسلمين. تقول (المس بيل): «إن المجتهدين أصدروا فتوى في تحريم الدفاع عن العراق ضد الأتراك، وألصقت على باب صحن الكاظمية، [وتضيف] وقد وصلتني نسخة منها مبكراً في هذا الصباح» أي في صبيحة 12 نيسان([1309]).

وهكذا أُحبطت محاولة استثمار قضية الموصل لصالح سلطة الاحتلال والحكومة، بفضل الوعي السياسي المتميز للعلماء المراجع، مما دفع المسؤولين البريطانيين للتفكير في طريقة أخرى للتخلص من القيادات الإسلامية المعيقة لمشروعهم الاستعماري. تقول (المس بيل) - استمراراً

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست