responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 509
الإسلامية دون تلكؤ أو تأجيل، وعندها سيُجبر الشعب على الدخول في الانتخابات مرغماً في ظل الإرهاب الفكري واستخدام القوة والبطش. إلاّ أنّه حينما استلم السعدون المسؤوليتيْن، وعلى خلاف التوقّعات، اتبع سياسة التساهل واللين، في البداية كخطوة لامتصاص قسطٍ من غضب المعارضة وذلك عبر تحقيق بعض مطاليبها التي ابتدأت الحكومة منذ 8 كانون الأول 1922 الموافق 19 ربيع الثاني 1341هـ، باتباعها أي قبيل توقف الانتخابات، واستمرت على هذا المنوال -فيما بعد - فأعادت المعتقلين السياسيين المبعدين إلى (هنجام). بعد أن قدّموا تعهداتهم الخطية، بعدم تدخلهم في أعمال المعارضة المخلّة بالأمن والنظام([1296]).

وهكذا واصل السعدون سياسته اللينة - على الظاهر - مع المعارضة في تلك المرحلة، حسب ما تقتضيه المصلحة البريطانية حيث «ضمن منهاجه حرية الصحافة وحرية الاجتماع، وتأليف الأحزاب وفقاً للقوانين المرعيّة»([1297]).

ومما لا يخفى أنّ هذه الأمور هي من مطاليب المعارضة، وكذلك أقدمت الحكومة على اتخاذ إجراء آخر يعدّ من مطاليب المعارضة - أيضاً - وهو تعديل نظام التفتيش الإداري الصادر في 21 كانون الثاني 1923م الموافق 3 جمادى الثانية 1341هـ([1298]).

وعليه تكون بغداد المقر العام للمفتشين الإداريين، والمقر العام يتولى مهمة إرسال المفتشين إلى المناطق حسب الحاجة التي تشخصها وزارة الداخلية، وكان الهدف من هذا الإجراء هو «إقناع العقول السياسية في العراق من المعارضين لبريطانيا، وانتزاع الشك السائد بأن بريطانيا ترمي إلى سيطرة دائمة على العراق»([1299]).

ويمكن تشخيص السبب الدافع للسعدون ولسلطة الاحتلال باتباع سياسة اللين هو ضغط الظروف الموضوعية المحيطة بالقضية العراقية - آنذاك - حيث تصاعدت نبرة التهديدات التركية في الشمال لمطالبتها

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست