المواليد
النبوية والتعازي الحسينية، فأرادت ذلك عن طريق القانون»([1245]).
وبغضّ
النظر عن هذه التحليلات، فلقد شهدت الساحة العراقية تشكيل ثلاثة أحزاب سياسية في
أيلول وآب 1922. أحدها مؤيد للسلطة هو (الحزب الحر) الذي أُسس بدعم رئيس الوزراء
عبد الرحمن النقيب، وبإيعاز من دار الاعتماد البريطاني، وتوجيه (المس بيل) بالذات،
وذلك لدعم الوزارة في مشروع التوقيع على المعاهدة، وكذلك إجراء انتخابات المجلس
التأسيسي. فشكل الحزب في 13 أيلول 1922، برئاسة الابن الأكبر لرئيس الوزراء السيد
محمود النقيب. وكذلك أُسس (الحزب الوطني) في بغداد في 8 ذي الحجة 1340هـ الموافق 2
آب 1922م، وكان مدعوماً من الإمام الخالصي، أما الحزب الثالث فهو (حزب النهضة)
الذي أُسس في الكاظمية في 25 ذي الحجة 1340هـ. الموافق 19 آب 1922م، وكان مدعوماً
من السيد محمد الصدر([1246]).
ويمكننا أن
نوجه موقف الإمام الخالصي اتجاه الحزب الوطني توجيهاً خاصاً، يتلخص في ضرورة
مواكبة مستجدات الساحة السياسية، وعدم العزلة والإنكفاء عن مواصلة مسيرة بناء
الوطن المستقل، والحقيقة - كما نراها - إن هذه المواكبة -بحد ذاتها - تحمل دلالة
النضج السياسي في العمل الميداني، ولكنها في الوقت ذاته تعدُّ استجابة غير موفقة
في توقيتها، فكأنما هي تعبير عن حالة الرضوخ لظروف الاستدراج في شراك اللعبة
السياسية بصورة غير طبيعية، وذلك من خلال قرار حكومي ينتهج سياسة الإستقواء