وقبيل هذا الاجتماع أي في صبيحة 28 أيار
1922م، وهو اليوم الأول من شهر شوال 1340هـ - عيد الفطر المبارك - أُلقيت خطباً
حماسية بالحشود الجماهيرية بحضور أقطاب من المعارضة وذلك في جامع (الوزير)، مما
زاد من تماسك المعارضة، وتقرر الاجتماع عصر اليوم ذاته في جامع الحيدر خانه، ومما
يذكر أن محاولات منع الاجتماع من قبل الشرطة باءت بالفشل الذريع([1225]).
وفي هذا الاجتماع المهم ألقيت - كذلك - الخطب الحماسية ليسمعها مباشرة (تشرشل) -
الذي استنكروا تصريحه - والإدارة البريطانية، كتعبير واضح عن رفض الشعب القاطع
للمعاهدة والانتداب، وأكدت على مطلبه الرئيس وهو الاستقلال التام للعراق. وقد حضر
الاجتماع أشخاص ينوبون عن الشعب، وبالفعل تشكلت لجنة إدارية للمتابعة، أُنتخبت من
المجتمعين، لتمثيل رأي الشعب في تحركهم السياسي المعارض ومتابعة التطورات وهم:
السيد محمد الصدر، والشيخ محمد الخالصي نجل الإمام الخالصي، والشيخ أحمد الداود،
ومحمد مهدي البصير، وحمدي الباججي. وقررت اللجنة مقابلة الملك وإبلاغه الرفض
الشعبي التام، وكذلك قررت توصيل ندائها عبر البرقيات إلى الهيئات الدبلوماسية
والمجالس النيابية المعنية. أما الملك فإنه رفض المقابلة بالصفة الرسمية في
البداية([1226]).
إلا أنه وافق على اللقاء في اليوم التالي، وأخذ الملك بأسلوبه الدبلوماسي يتحدث
باتجاه مصالح العراق([1227]).
إلا أن الشيخ محمد الخالصي على ما يذكر في مذكراته تقييماً لحديث الملك بأنه «أخذ
يخادعنا على عادته بمهارة تفوق الحد، ولكنها لم تؤثر علينا لمعرفتنا بأساليب
خداعه، وقد وافق بعد الإلحاح على أن نعلن رفض الانتداب، ونُعلم عصبة الأمم بذلك
برقياً»([1228]).