تاريخياً مهماً،
عن حالة ظنية واحتمالية لدى المتصدين لأعمال المؤتمر من كبار العلماء ورؤساء
العشائر، في وعيهم السياسي، هذه الحالة تقتضي استدراج الملك فيصل إلى جانب
المعارضة الوطنية في مطاليبها، ومعنى ذلك إيقاد شعلة الخلاف بينه وبين أربابه
الإنكليز، عبر إيقاع الخلاف أو تعميقه بين الملك وسلطة الاحتلال، وعلى رأسها
المندوب السامي، يقول الشيخ محمد نجل الإمام الخالصي في مذكراته الموسومة (في سبيل
الله): «إن الشيخ مهدي الخالصي كان يخطّط لعملٍ ضد الإنكليز على غرار ثورة
العشرين، وإنه اغتنم فرصة دعوته من علماء النجف، فصمّم على جمع القبائل والعلماء
في كربلاء، وإنذار الإنكليز بإنهاء الاحتلال وترك العراق.. والظاهر أن تفكيره كان
يتجه إلى توجيه الإنذار باسم الملك»([1200]).
وفي هذا الصدد يقول (كوكس) المندوب السامي في رسالته الخاصة التي وجهها إلى مدير
مكتب الملك قبل انعقاد مؤتمر كربلاء بأسبوع، جاء فيها: «إن هدف التحركات التي
تشهدها النجف، ليس للدفاع ضد الإخوان، إنما الهدف هو استدراج الملك إلى حضور
الاجتماع، ومن ثم إجباره بواسطتهم لأن يطلب من الحكومة البريطانية منح العراق
استقلاله التام فوراً، وإن المؤتمرين سيحاولون الحصول على السلاح من السلطات
البريطانية لغرض الدفاع عن الحدود العراقية ومن ثم استخدامه لغرضهم المذكور أعلاه»([1201]).
ومع هذه
التوقعات السلبية من قبل سلطة الاحتلال إزاء المؤتمر، إلا أن الملك أظهر ارتياحاً
لبيان المؤتمر الذي تضمن اعتراف المعارضة