responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 456
عن خطورة أدوارهم السياسية، ومدى تأثيرهم الواسع على إثارة الرأي العام باتجاه المعارضة السياسية إلى مستوى الثورة ضد المشروع البريطاني ولمن يمثله. فلذلك بدأ حياته السياسية في زيارات ميدانية في الفرات الأوسط والمدن المقدسة في محاولة منه لاستمالة بعضهم أو تحييدهم. ففي المدة التي قضاها في العراق قبل تتويجه والتي بلغت شهرين منذ 23 حزيران إلى 23 آب 1921، أي منذ 17 شوال إلى 18 ذي الحجة 1339هـ، شهدت الساحة عدة احتفالات، وولائم تكريمية متعددة له. ألقيت فيها الخطب والأشعار الحماسية([1155]) كان يحاول فيصل من خلالها التقرب من الإسلاميين وقادتهم، إلا أنه استقبل استقبالاً فاتراً رغم الدعاية والإعلام له، لا سيما في كربلاء والنجف([1156]). وهكذا أخذت تعيش المعارضة الإسلامية حالة المواجهة الفعلية ضد النظام المفروض على الساحة، فانصبّ سعي الإسلاميين بجدٍ ومثابرة «على التنكّر لتلك الخطة الاستعمارية المرسومة بعد الثورة، وتعددت الانتفاضات والثورات طوال الحكم.. وندد قادة الرأي بأساليب الحكم والحكّام، ووقفوا منها موقف المعارض من الأول إلى الأخير»([1157]). ومع ذلك يمكن أن نتساءل: لماذا لم تتجدد الثورة الشاملة - كثورة العشرين - في وجه هذا المشروعالاستيلائي؟

وللإجابة يمكن القول: إن تطورات خاصة حصلت في الساحة الإسلامية إثر الهزيمة العسكرية لثورة العشرين، وغياب المبادرات السياسية من قبل القيادة الإسلامية تتجاوز الحالة النظرية وتمتاز بالصفة العملية والميدانية، هي التي عرقلت حالة التصعيد الثوري مجدداً. وقد يتبرر هذا الغياب الفعلي بسبب وفاة الإمام الشيرازي قائد الثورة، وذلك في 3 ذي الحجة سنة 1338هـ وكذلك خلفه الإمام شيخ الشريعة الاصفهاني الذي وافاه الأجل في 8 ربيع الثاني 1339هـ، في وقت كانت الثورة لم تزل في استمراريتها، مما جعل التركة تتحول إلى عبءٍ ثقيل على اللجنة القيادية

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست