1921م،
ناول المندوب السامي بياناً إلى حسين افنان سكرتير مجلس الوزراء ليتلوه على
الحاضرين، جاء فيه: «لقد قرر مجلس الوزراء باتفاق الآراء بناء على اقتراح سمو رئيس
الوزراء المناداة بسمو الأمير فيصل ملكاً على العراق في جلسته المنعقدة في اليوم
الرابع من شهر ذي القعدة من سنة 1339هـ الموافق 11 تموز 1921م. على أن تكون حكومة
سموه دستورية نيابية ديمقراطية مقيدة بالقانون، وبصفتي مندوباً لجلالة ملك
بريطانيا رأيت أن أقف على رضى الشعب العراقي البات قبل موافقتي على ذلك القرار،
فأُجري التصويت العام برغبة مني، وأسفرت نتيجة عن أكثرية 97% من مجموعة المنتخبين
المثقفين على المناداة سمو الأمير فيصل ملكاً على العراق..»([1151]).
وبدوره
ألقى الملك فيصل كلمة التتويج شكر فيها الشعب على مبايعته له!، كما وشكر بريطانيا
لمواقفها التحررية إلى جانب العرب!، ومما جاء في كلمته «..ألا وأن أول عمل أقوم به
هو مباشرة الانتخابات، وجمع المجلس التأسيسي، ولتعلم الأمة أن مجلسها هذا هو الذي
سيضع بمشورتي دستور استقلالها على قواعد الحكومات السياسية.. ويصادق نهائياً على
المعاهدة التي سأودعها له فيما يتعلق بالصِلات بين حكومتنا والحكومة البريطانية
العظمى..»([1152]).
وعلى سبيل
التقويم نؤكد على أن هذه الحفلة كانت تظاهرة سياسية لا تتجاوز الشكل الديكوري،
الهدف منها تمرير الأهداف البريطانية من خلق تلك المسرحية، وفي الحقيقة لم تكن هذه
الحفلة نابعة عمّا أعلنته سلطة الاحتلال من نتائج الاستفتاء، ومما يدلل على عدم
صدقيتها لدى العراقيين هو ضعف الحضور والتفاعل الشعبي في تلك الحفلة، وقد انعكس
ذلك في الصحافة الإنكليزية، فمثلاً كتبت جريدة (الديلي هيرالد) الإنكليزية في عدد
3 كانون الثاني 1922م، الموافق للخامس من جمادى الأولى 1340هـ، عن التتويج قولها:
«لقد تُوّج فيصل خلسة في الساحة بين الأعمدة الخشبية،