responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 451
الرأي العام، إلا أنها كانت تشكو من ضعف واضح في وعيها السياسي، فآنجرّت إلى أجواء هيّأتها الإدارة البريطانية بشكلٍ مدروس، لذلك ما طالبت بالدستور الإسلامي للبلاد، وهو الطرح المناسب لها، والمناقض للطرح البريطاني في الوقت ذاته، بل - أكثر من ذلك - فقد أكدت المعارضة الإسلامية تأييدها لفيصل، وطالبت بحكومة ديمقراطية!!، وهذا ما كانت تهدف إليه بريطانيا. ولكن للإنصاف أنها استطاعت أن تسجل موقفاً مهماً في هذه المضبطة ألا وهو المطالبة بالاستقلال التام ومع ذلك لا يمكن فهم هذا المطلب بوضوح، وفيصل هو الملك فهل يمكن تحقيق الاستقلال منخلاله؟!.

ومع جلاء هذه المواقف الوطنية أخذت سلطة الاحتلال تلاحق تطورات المضابط ونشاطات المعارضة، خوفاً من إتساعها، فقد أَرغم (كوكس) محافظ بغداد على تقديم الاستقالة، لاستجابته لمطاليب المعارضة([1140]). وبالمقابل تحرك فيصل ضمن هذه الخطة القمعية لإيقاف السيد محمد الصدر عن نشاطاته المعارضة، باعتباره المحرّض على اجتماع بغداد، فوجه إليه إنذاراً لمدة ثلاثة أيام للابتعاد عن المعارضة. هذا وبين عشية وضحاها أعلنت نتائج الاستفتاء بشكل غامض ومثير، حيث ظهرت أن 97%([1141]) من الشعب العراقي صوّت إلى جانب فيصل، بينما توقف 3% فقط ضد هذا الانتخاب.!! وهي نسبة لا تصدق بتاتاً، حيث أن الأكراد والتركمان والشيعة بأعدادهم الهائلة قاطعوا الانتخابات، ووقفوا ضدها، و«إن سكان كركوك.. يؤلفون قرابة ستة في المائة من مجموع سكان العراق، باستثناء السليمانية التي قاطعت الاستفتاء»([1142]). وقد «تحفظت الموصل عن طريق المطالب بضمانات لحماية الأقليات، واشتراط البصرة أن يكون لها مجلس تشريعي خاص»([1143]). والجدير بالذكر، كان من المؤمل على ضوء تأكيدات (كوكس) ومجلس الوزراء، ووزير الداخلية، أن يعقد

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست