وتجدر الإشارة إلى بروز أزمة نفسية بين فيصل وهو في طريقه لاستلام عرش العراق، وبين أخيه الأكبر عبد الله، الذي كانت رغبة العراقيين تحوم باتجاهه، حيث تم اختياره ملكاً على العراق في مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في دمشق بتاريخ 7 آذار 1920م، 18 جمادى الثانية 1338هـ([1120])، ومن داخل العراق - أيضاً - «كان رأي زعماء العراق يميل للأمير عبد الله على اعتبار أن فيصل كان قد شغل عرش سوريا، وظلت هذه الرغبة حتى بعد سقوط حكومته، لكن الإنكليز كانوا يميلون لترشيح فيصل، لأنهم يرونه أقدر من أخيه عبد الله»([1121]). هذا وقد تمّ رفع هذه الإشكالية النفسية بين الأخوين بمبادرة بريطانية «فتعهد (لورنس) بأن يزور عبد الله بنفسه في جدّة، وفي عصر يوم واحد من المباحثات أخذ (لورنس) عهداً على عبد الله بأنه لا يعارض ترشيح أخيه فيصل»([1122]). ويذكر الوردي أن الترضية تمت في القدس بإشراف (تشرشل) وزير المستعمرات الجديد في 29 آذار 1920م، 10 رجب 1338هـ([1123])، إلا أن بعض السياسيين والصحف العراقية اتخذت من هذا الانقلاب بين الأخوين