- وفي نظرنا - هنالك ما يسوّغ لهذا الاتجاه
العلمائي موقفه نحو ترشيح الشيخ خزعل المعروف بارتباطه بالإنكليز، وهو أن سُحُباً
قاتمة ضيّعت الرؤية الصحيحة، وبدا نوع من التقهقر النفسي يلوح في الآفاق، مما دفع
بعض القادة الإسلاميين إلى التفكير بأية وسيلة ممكنة لضمان بقايا الحقوق التي يمكن
أن تفتقد كاملة، وإن هذا الشيخ قريب من بعض العلماء، فيمكنهم تحقيق بعض المكاسب من
خلاله، وخاصة في المجال الإنساني، كتوفير الأمن وإطلاق السجناء، كما ورد في
الرسائل الخطية التي بعثها الشيخان الفاضلان، وهما يطلبان منه إعادة النظر في قرار
انسحابه أمام فيصل، والعودة إلى ترشيح نفسه لعرش العراق([1097]).
أما طالب النقيب، فكان يعدّ المنافس الرئيس لفيصل، وذلك لعلاقاته الوثيقة مع
(كوكس)، إلا أن سمعته المقترنة بالعنف والبطش، بالإضافة إلى طموحه السياسي غير
المحدود، الذي أثار شكوك البريطانيين في إخلاصه لهم، مـمّا دفعهم لإرغامه على
الخروج من دائرة الترشيح([1098])،
بالرغم من سعيه الحثيث لتثبيت وضعه، فقد اشتغل كثيراً لترويج سمعته في الأوساط
الشعبية تمهيداً لانتخابه ملكاً على العراق، وخاصة في فرصة غياب (السير برسي كوكس)
و(المس بيل) لسفرهما إلى القاهرة لحضور المؤتمر، وذلك قرابة ستة أسابيع، حيث قام
بجولات ميدانية واسعة، طاف خلالها مدن وعشائر الوسط والجنوب، في الكوت والعمارة
والناصرية والديوانية والنجف والبصرة، وذلك للتقرب من الناس وجمع الأنصار والأصوات
لانتخابه،